هل الاستغفار يزيد المرء قوة في جسده

5-5-2011 | إسلام ويب

السؤال:
قرأت في الإنترنت صفحة فحواها أن من يكثر الاستغفار يزيده الله قوة جسمية.
وهذا نص ما قرأت:
الحمد لله، قد أحسنت أخي الكريم حين نويت برياضتك تلك النية الحسنة ، فإن النية الحسنة تحول العادة إلى عبادة.وأما ما سألت عنه من كون الاستغفار يزيد الإنسان قوة، فالجواب : نعم ، قال الله تعالى حكاية عن نبيه هود أنه قال لقومه :(وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُواْ إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَارًا وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ وَلاَ تَتَوَلَّوْاْ مُجْرِمِينَ)هود/52 .وقال ابن القيم في "الوابل الصيب" (ص 77) وهو يعدد فوائد الذكر – ومنه: الاستغفار – "الفائدة الحادية والستون:أن الذكر يعطي الذاكر قوة حتى إنه ليفعل مع الذكر ما لا يطيق فعله بدونه ، وقد شاهدت من قوة شيخ الإسلام ابن تيمية في مشيته وكلامه وإقدامه وكتابته أمراً عجيباً ، فكان يكتب في اليوم من التصنيف ما يكتبه الناسخ في جمعة - يعني في أسبوع – أو أكثر ، وقد شاهد العسكر من قوته في الحرب أمرا عظيما.وقد علم النبي صلى الله عليه وسلم ابنته فاطمة وعليا رضي الله عنهما أن يسبحا كل ليلة إذا أخذوا مضاجعهما ثلاثا وثلاثين ، ويحمدا ثلاثا وثلاثين ، ويكبرا أربعا وثلاثين ، لما سألته الخادم ، وشكت إليه ما تقاسيه من الطحن والسعي والخدمة ، فعلمها ذلك ، وقال : (إنه خير لكما من خادم)فقيل : إن من داوم على ذلك وجد قوة في بدنه مغنية عن خادم" انتهى .وأما أوقات الذكر وعدده ، فينبغي للمؤمن أن يذكر الله تعالى في جميع أوقاته وعلى جميع أحواله ، قال الله تعالى : (الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ) {آل عمران:191}وكان النبي صلى الله عليه وسلم يذكر الله على كل أحيانه. رواه مسلم.فليكثر العبد من ذكر الله تعالى والاستغفار ، وكلما أكثر فهو أفضل. قال الله تعالى : (يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا * وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا)الأحزاب{41، 42}.وقال تعالى : (وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا) {الأحزاب:35}.وروى مسلم (2702) عَنْ الْأَغَرِّ الْمُزَنِيِّ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:(إِنِّي لَأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ فِي الْيَوْمِ مِائَةَ مَرَّةٍ) . وروى أبو داود (1516) عَنْ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قَالَ :(إِنْ كُنَّا لَنَعُدُّ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْمَجْلِسِ الْوَاحِدِ مِائَةَ مَرَّةٍ : رَبِّ اغْفِرْ لِي ، وَتُبْ عَلَيَّ ، إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ) صححه الألباني في صحيح أبي داود .والصلاة والسلام على اشرف الأنبياء والمرسلين. فهل التفسير صحيح أم أخطأ بالتفسير؟

الإجابــة:

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن هذا التفسير صحيح، وهو أحد التفاسير للآية المذكورة. جاء في الصحيح المسبور في التفسير بالمأثور للدكتور حكمت ياسين عن مجاهد أنه قال في قوله تعالى : وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ {هود:52}. أي شدة إلى شدتكم اهـ وروى الطبري عن ابن زيد أنه قال مثل قول مجاهد، وفسر بعض أهل العلم القوة المذكورة بزيادة الأولاد وبالعز وبالخصب .

وراجع تفسير ذلك عند القرطبي وابن الجوزي والشوكاني .

والله أعلم.

 

www.islamweb.net