إجابة الداعي بـ: لبيك.. رؤية شرعية

15-6-2011 | إسلام ويب

السؤال:
ما حكم قول لبيك يا فلان، لبيك ياأقصى، وما شابه من القول؟
بارك الله فيكم، وجزاكم خيرا.

الإجابــة:

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فمن جازت إجابة ندائه وطاعته فلا حرج في مخاطبته بهذه الكلمة (لبيك) ، بخلاف من لا تجوز طاعته وإجابة ندائه. وقد بوب البخاري ـ رحمه الله ـ في صحيحه باب (من أجاب بلبيك وسعديك) وأسند تحته حديث معاذ قال: "أنا رديف النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا معاذ ! قلت: لبيك وسعديك .. ".

قال ابن بطال في (شرح صحيح البخاري): قال ابن الأنباري: معنى قوله: (لبيك) أنا مقيم على طاعتك، من قولهم: لبَّ فلان بالمكان وألبَّ به، إذا أقام به، ومعنى (سعديك) من الإسعاد والمتابعة. وقال غيره: معنى (لبيك) أي: إجابة بعد إجابة، ومعنى (سعديك): إسعادا لك بعد إسعاد. قال المهلب: والإجابة بنعم وكل ما يفهم منه الإجابة كاف، ولكن إجابة السيد والتشريف بالتلبية والإرحاب والإسعاد أفضل. اهـ.

وقال النووي في (المجموع) وفي (الأذكار): يستحب إجابة من ناداك بلبيك، وأن يقول للوارد عليه: مرحبا أو نحوه. وأن يقول لمن أحسن إليه أو فعل خيرا: حفظك الله أو جزاك الله خيرا ونحوه، ولا بأس بقوله لرجل جليل في علم أو صلاح ونحوه: جعلني الله فداك. ودلائل هذا كله في الحديث الصحيح مشهور. اهـ.
وقال المليباري في (فتح المعين): يسن إجابة الداعي بلبيك. اهـ. فقال الدمياطي في شرحه (إعانة الطالبين): بأن يقول له: لبيك، فقط، أو لبيك وسعديك. اهـ.
وفي مسألة من لا يحسن العربية يلبي بلغته وهو محرم، قال ابن حجر الهيتمي في (تحفة المحتاج): إن ترجم بها مع القدرة حرم على ما اقتضاه تشبيههم لها بتسبيح الصلاة، لكن الأوجه هنا الجواز. اهـ.
فعلق الشرواني في حواشيه على العبارة الأخيرة (لكن الأوجه هنا الجواز) فقال: أي مع الكراهة، قيل: كإجابة غير النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: لبيك. ويحرم أن يجيب بها كافرا. اهـ.
والمقصود هنا هو حكمه بالحرمة على إجابة الكافر بقوله: لبيك.
وأما كراهة إجابة غير النبي صلى الله عليه وسلم بذلك، فقد ردَّه باعشن في حاشية منسك الونائي وقال: هذا غير صحيح؛ ففي الأذكار قبيل أذكار النكاح مسألة: يستحب إجابة من ناداك بلبيك وسعديك أو بلبيك. اهـ.
ومن المعلوم أن قول القائل: (لبيك يا أقصى) هو من سبيل الاستعارة المكنية، حيث شبَّه الأقصى بالمنادي المستغيث، فحذف المشبه به وبقيت صفة من صفاته وهي النداء.
والله أعلم.

www.islamweb.net