النذر لا ينعقد بمجرد النية ولا بحديث النفس

17-5-2012 | إسلام ويب

السؤال:
لم أكن أعرف ما هو النذر وقلت في نفسي: يا الله لو أزلت عني الخوف فسأصلي لك يوميا 6 بعد المغرب و 7 بعد العشاء ـ وشفاني الله ثم بعد مدة تركتها تكاسلا، ثم بعدها علمت ما هو النذر وشأنه وشعرت أني لن أستطيع المحافظة عليه بسبب مشغلة أو تعب أو مرض فصمت 3 أيام غير متتالية كفارة، وسؤالي: هل يجوز لي ترك هذا النذر إذا صمت كفارة صحيحة؟ وهل في الأمر معصية حيث فرضت على نفسي صلاة هي سنة؟ وهل من السنة صلاة 6 ركعات بعد المغيب؟ وهل يجوز لي صلاتها كنذر ولو لم تكن من السنة؟ أجيبوني وأجركم على الله.

الإجابــة:

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فما دمت لم تتلفظي بلسانك بلفظ النذر، فإن نذرك هذا لم ينعقد، لأن النذر لا ينعقد بمجرد النية ولا بالكلام النفسي، بل لابد فيه من التلفظ باللسان على الصحيح، كما سبق بيانه في الفتوى رقم: 94580.

 كما أن عبارة سأصلي التي وردت في سؤالك لا تعتبر التزاما، بل هي وعد، والوعد لا يجب تنفيذه، وبهذا تعلمين أنه لا يجب عليك الالتزام بالركعات في الوقت المذكور، لعدم انعقاد نذرك، ثم إن النذر هو التزام طاعة غير واجبة سواء نذر الشخص نفلا مطلقا أو نذر الالتزام بسنة راتبة مثلا، فيجب الوفاء بنذره، والإقدام على النذر المعلق مكروه، لثبوت النهي عنه وقد تقدم التفصيل في الفتوى رقم: 56564.

لكنه لا يعتبر معصية يعاقب عليها، لأن فعل المكروه لا يترتب عليه عقاب، وليست الركعات الست بعد المغرب  من السنة الثابتة فقد ورد فيها حديث في غاية الضعف كما قال أهل العلم، وقد سبق أن أوضحنا في الفتوى رقم: 151677، أنه لم يستوف شروط العمل بالحديث الضعيف، وأن العمل بما تضمنه من الصلاة في هذا الوقت من غيراعتقاد نسبته للنبي صلى الله عليه وسلم ولا مواظبة على الالتزام بهذا العدد الذي لم يثبت ما يفيد تحديده لا حرج فيه، لما ثبت من مشروعية تعمير هذا الوقت بالنوافل.

والله أعلم.

www.islamweb.net