ضابط جواز الرد على السباب والشتائم

18-6-2013 | إسلام ويب

السؤال:
سؤالي: أنا معتادة أنه إذا سبني أحد أرد عليه، وأريد أن أتوب من هذا. كيف؟
وكيف أعود نفسي على أن أتوب مباشرة من أي ذنب أفعله ؟

الإجابــة:

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

 فإن رد المسلم على من سبه بمثل ما سبه به، مباح في الأصل، ولا حرج فيه إن لم يتجاوز رده أكثر مما سبه به؛ ويدل لذلك قوله تعالى: لَا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلَّا مَنْ ظُلِمَ وَكَانَ اللَّهُ سَمِيعًا عَلِيمًا {النساء:148}. وما في جاء الحديث: المتسابان ما قالا، فعلى البادئ منهما ما لم يعتد المظلوم. رواه مسلم.
ولا شك أن العفو وعدم الرد أفضل؛ لقول الله تعالى: وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ * وَلَمَنِ انْتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُولَئِكَ مَا عَلَيْهِمْ مِنْ سَبِيلٍ * إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ وَيَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ * وَلَمَنْ صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُور. {الشورى:40-43}.
وأما كيف تعودين نفسك على التوبة، فإن ذلك بالمراقبة، والانتباه لما يصدر منك. فلا تقدمي أولا إلا على على ما أذن لك الشارع فيه، ثم إذا غلبتك نفسك والشيطان على ما لا يجوز، كنت منتبهة وغير غافلة عن التوبة، وأن  الله تعالى أمر بها عباده جميعا على كل حال، وحثهم عليها ورغبهم فيها، ووعدهم بالرحمة والغفران مهما بلغت ذنوبهم. فمن ذلك قوله جل وعلا:  وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ {النور:31}. وقال تعالى: قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ {الزمر:53}. وقال تعالى: إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ {البقرة:222}. 

والله أعلم.

www.islamweb.net