صلى النبي عليه الصلاة والسلام التراويح بأصحابه وجمع عمر الناس عليها

25-1-2000 | إسلام ويب

السؤال:
علمت من بعض الإخوة بأن صلاة التراويح لم تكن مسنونة من قبل النبي صلى الله عليه وسلم وأن الذي سنها هو عمر بن الخطاب رضي الله عنه فهل هذا صحيح ؟ وإذا كان كذلك هل يجوز له ذلك ؟ ونسأل الله لكم التوفيق .

الإجابــة: الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فهذا القول المذكور غير صحيح ، لأنه ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه صلى في المسجد فصلى بصلاته ناس ، ثم صلى من الليلة الثانية فكثر الناس ، ثم اجتمعوا من الليلة الثالثة أو الرابعة فلم يخرج إليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما أصبح قال: "رأيت الذي صنعتم فلم يمنعني من الخروج إليكم إلا أني خشيت أن تفرض عليكم" وذلك في رمضان ، والحديث في البخاري وغيره . فدل هذا الحديث على ثبوت صلاة التراويح من فعله صلى الله عليه وسلم ، ويشهد لهذا أيضا قوله عليه الصلاة والسلام في الحديث الآخر، في شأن رمضان : ".. فرض الله عليكم صيامه وسننت لكم قيامه" ، وقد يكون التبس على هذا القائل أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه لما رأى الناس في عهده أوزاعاً (جماعات) متفرقين جمعهم على قاريء واحد ، وقال : نعمت البدعة هذه . فغاية ما فعله عمر رضي الله عنه هو جمع الناس بعدما استقر حكم هذه الشعيرة ، وزال الخوف الذي علل به النبي صلى الله عليه وسلم ترك جمع الناس عليها من أجله، وهو : خشية أن تفرض عليهم ، وقد زال ذلك بموته صلى الله عليه وسلم. ثم إن جمع عمر الناس على إمام واحد ، كان بمشهد من الصحابة رضي الله عنهم وبإقرار منهم ، يضاف إلى هذا أن عمر خليفة راشد مهدي ، وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي عضوا عليها بالنواجذ" . رواه الإمام أحمد وأصحاب السنن وقال الترمذي حديث حسن صحيح.
والله أعلم.

www.islamweb.net