الصبر على الحياة مع زوج عقيم أفضل أم الفراق

27-10-2014 | إسلام ويب

السؤال:
ما حكم الصبر على الحياة مع رجل عقيم؟ وهل أؤجر على هذا أم أنني أضر نفسي وأحرمها من الأمومة؟ علما أن حلمي كان دائما إنجاب الأبناء، لكن بعد اكتشاف أن زوجي عقيم، ولا يستطيع الإنجاب -حسب كلام الأطباء-، فلا أريد أن أكسر بخاطره، وأطلب الطلاق، مع العلم أنه طيب، ومصلٍّ، لكن مشكلته الوحيدة: أنه يريد أخذ كل راتبي.
أرجوكم أفيدوني، وشكرًا.

الإجابــة:

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

 فلا حرج على المرأة في أن تصبر وتبقى في عصمة رجل عقيم، ولتجتهد في إعانته في البحث عن سبيل للإنجاب، ومن أهم الأسباب: الدعاء؛ فبه رُزق زكريا -عليه السلام- بالذرية بعد حصول الكبر، وعُقر الزوجة، واليأس من إنجاب الذرية، فالله على كل شيء قدير، قال تعالى: قَالَ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَقَدْ بَلَغَنِيَ الْكِبَرُ وَامْرَأَتِي عَاقِرٌ قَالَ كَذَلِكَ اللَّهُ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ {آل عمران:40}، ووُهب إبراهيم -عليه السلام- إسحاق رغم كبر سنه وسن زوجته، قال تعالى: قَالَتْ يَا وَيْلَتَى أَأَلِدُ وَأَنَا عَجُوزٌ وَهَذَا بَعْلِي شَيْخًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عَجِيبٌ * قَالُوا أَتَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ رَحْمَتُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَجِيدٌ {هود73:72}.

 وإذا احتسبَت الأجر من الله تعالى، فإنها تؤجر بإذن الله، فتغفر لها السيئات، وترفع الدرجات، وتراجع في فضائل الصبر الفتوى رقم: 18103. وإن رغبت المرأة في الأولاد، وخشيت أن ينفد صبرها مع زوجها على هذا الحال، فقد يكون الأفضل لها أن تطلب فراقه، عسى أن يوفقها الله إلى الزواج من آخر تنجب منه، وقد يوفق هو أيضًا إلى الزواج من أخرى ينجب منها، ومثل هذا يحدث في الواقع، قال تعالى: وَإِنْ يَتَفَرَّقَا يُغْنِ اللَّهُ كُلًّا مِنْ سَعَتِهِ وَكَانَ اللَّهُ وَاسِعًا حَكِيمًا {النساء:130}، قال القرطبي في تفسيره: أي: وإن لم يصطلحا بل تفرقا، فليحسنا ظنهما بالله، فقد يقيّض للرجل امرأة تقر بها عينه، وللمرأة من يوسع عليها. اهـ.

وبالنسبة لأخذ زوجك كل راتبك فقد سبق أن بينا أنه ليس له حق في راتبك إلا بطيب نفس منك ما لم يشترط الزوج على الزوجة إعطاءها جزءا من الراتب مقابل السماح لها بالعمل، وراجعي الفتوى رقم: 108340

والله أعلم.

www.islamweb.net