الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالحب من الأمور القلبية التي قد لا يتحكم فيها الإنسان, ولا يطيق دفعها، فالحكم فيه منوط بسببه, والأثر المترتب عليه، فإذا حصل مثلا من فتاة تعلق برجل أجنبي دون سعي إليه، ولم يؤد الحب إلى فعل شيء محرم من نظر, أو مراسلة, أو مواعدة, أو غير ذلك، فلا إثم عليها في هذا الحب في هذه الحال، وهكذا، قال ابن تيمية: وأما إذا ابتلي بالعشق، وعف، وصبر، فإنه يثاب على تقواه الله, وقد روي في الحديث: {أن من عشق فعف, وكتم, وصبر, ثم مات, كان شهيدا} وهو معروف من رواية يحيى القتات عن مجاهد عن ابن عباس مرفوعا, وفيه نظر, ولا يحتج بهذا. لكن من المعلوم بأدلة الشرع: أنه إذا عف عن المحرمات نظرا, وقولا, وعملا, وكتم ذلك فلم يتكلم به حتى لا يكون في ذلك كلام محرم, إما شكوى إلى المخلوق, وإما إظهار فاحشة, وإما نوع طلب للمعشوق, وصبر على طاعة الله, وعن معصيته, وعلى ما في قلبه من ألم العشق, كما يصبر المصاب عن ألم المصيبة؛ فإن هذا يكون ممن اتقى الله وصبر {إنه من يتق ويصبر فإن الله لا يضيع أجر المحسنين} اهـ. وانظري لمزيد بيان الفتويين :5707, 4220.
وإذا تعلقت الفتاة برجل أجنبي: فإن إلقاء السلام بينهما ممنوع؛ لأنه مظنة للفتنة، وتبادل السلام بين المرأة والرجل الأجنبي جائز بشرط عدم الفتنة، كما بيناه في الفتوى رقم: 68268.
وراجعي في علاج العشق الفتوى رقم: 9360.
والله أعلم.