تفسير قوله تعالى: "وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلامًا"

31-8-2015 | إسلام ويب

السؤال:
قوله تعالى: "وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما" أريد أمثلة تصلح لنا مع هؤلاء الجاهلين.

الإجابــة:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

 فالسؤال غير واضح.

وعلى أية حال: فإن من أحسن الأمثلة التي ينبغي التمسك بها حرص المسلم على القول الحسن السديد، وتحليه بالحلم، فهو المراد بالسلام هنا، كما جاء في تفسير ابن جزي:
سلام: له ثلاثة معان: التحية، والسلامة، والقول الحسن، ومنه: إذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلامًا. اهـ

 وفي تفسير الطبري (19/ 295): وقوله: (وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما) يقول: وإذا خاطبهم الجاهلون بالله بما يكرهونه من القول، أجابوهم بالمعروف من القول، والسداد من الخطاب، حدثنا ابن بشار قال: ثنا عبد الرحمن، قال: ثنا أبو الأشهب، عن الحسن (وإذا خاطبهم)... الآية، قال: حلماء، وإن جهل عليهم لم يجهلوا... حدثنا ابن بشار، قال: ثنا عبد الرحمن، قال: ثنا محمد بن أبي الوضاح، عن عبد الكريم، عن مجاهد (وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما) قال: سدادًا من القول. اهـ

وفي تفسير ابن كثيروقوله تعالى: وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما. أي إذا سفه عليهم الجهال بالقول السيئ لم يقابلوهم عليه بمثله، بل يعفون ويصفحون، ولا يقولون إلا خيرًا، كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تزيده شدة الجاهل عليه إلا حلمًا، وكما قال تعالى: وإذا سمعوا اللغو أعرضوا عنه [القصص: 55] الآية. وروى الإمام أحمد: حدثنا أسود بن عامر، حدثنا أبو بكر، عن الأعمش، عن أبي خالد الوالبي، عن النعمان بن مقرن المزني قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، وسب رجل رجلا عنده، فجعل الرجل المسبوب يقول: عليك السلام، قال فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم «أما إن ملكًا بينكما يذب عنك، كلما شتمك هذا قال له: بل أنت، وأنت أحق به، وإذا قلت له: وعليك السلام، قال: لا بل عليك، وأنت أحق به». إسناده حسن، ولم يخرجوه، وقال مجاهد: قالوا سلامًا يعني قالوا سدادا، وقال سعيد بن جبير: ردوا معروفا من القول، وقال الحسن البصري: قالوا سلامًا حلماء لا يجهلون إن جهل عليهم حلموا. اهـ

والله أعلم.

www.islamweb.net