حكم وضوء من بجسده بقايا مادة لاصقة لا يمكنه إزالتها

3-6-2003 | إسلام ويب

السؤال:
يعمل أحد الأشخاص الدهانات، ويستعمل مادة الجمالكا وهي مادة لاصقة يصعب
إزالتها، فهل يصح وضوؤه إذا بقي بعض البقايا عليه؟

الإجابــة: الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فإذا كان لا يمكنه التحرز من إصابة هذه المادة لأعضاء وضوئه بأن يلبس قفازا ونحوه،ولا يمكنه إزالتها إذا أصابته إلا بمشقة شديدة أو ضرر، فلا تجب عليه إزالتها، ويصح وضوؤه مع وجود بقايا منها على أعضاء الوضوء. وقد نص أهل العلم على ذلك، فنقل الحطاب المالكي عن الإمام مالك في الموازية في من توضأ وعلى يديه مداد، فرآه بعد أن صلى على حاله: إنه لا يضره ذلك إذا أمرَّ الماء على المداد، ثم قال: إذا كان الذي كتب، كأنه رأى أن الكاتب لا يمكنه الاحتراز عن ذلك، بخلاف غير الكاتب، وقوله: إن كان أمرَّ الماء على المداد، واضح في إعطاء المداد حكم ما تحته، فإن قيل المداد غير حائل، وإنما هو في حكم ما يصبغ كالحناء، قلنا: ليس كذلك، فإن الحناء تُزال، ويبقى أثرها بخلاف المداد، ولو كان غير حائل لم يكن لاشتراط كونه هو الكاتب معنى. انتهى. وقد سئل الإمام الرملي عن نوع من الوشم الذي على العضو، يسمى الدق، هل يمنع إدراك الماء للبشرة حتى تجب على الشخص إزالته، إذا وضعه متعديا أم لا؟ فأجاب -رحمه الله- بأنه: إذا فعل الوشم برضاه في حال تكليفه ولم يخف من إزالته ضررا يبيح التيمم منع ارتفاع الحدث عن محله لتنجسه، وإلا عذر من بقائه وعفي عنه بالنسبة له ولغيره، وصحت طهارته. فإذا كان يصح وضوء صاحب الوشم إذا كان يخاف من إزالته ضرراً مع أنه فعله متعديا،ويتنجس به المحل، فلأن يصح وضوء من بيده بقايا من هذه المادة المسئول عنها مع كونه يشق عليه تحرزه منها ولا تمكنه إزالتها إلا بمشقة شديدة أو ضرر أولى وأحرى. فالحاصل أن بقاء بقايا من هذه المادة على أعضاء الوضوء لا يمنع صحة الوضوء إذا كان يشق التحرز منها، ولا تمكن إزالتها إلا بمشقة شديدة أو ضرر. وعليك أن تتحفظ ما استطعت من إصابة هذه المادة لبدنك ما استطعت. والله أعلم.

www.islamweb.net