بيان كون (يس) ليست من أسماء الله

24-10-2016 | إسلام ويب

السؤال:
قرأت فتواكم رقم: 25474
لدي تعليقان: كما أوضحتم أن (يس) ليس من أسماء النبي صلى الله عليه وسلم؛ لأنه لا يوجد دليل صحيح على ذلك.
أرجو أن توضحوا أيضًا أنه لا دليل صحيح على ما قيل أن (يس) من أسماء الله تعالى.
وأرجو أن توضحوا أن الكراهية هي في التسمية بالاسم (يس) هكذا التي هي من الأحرف المقطعة، التي لا يعلم معناها إلا الله، وليست الكراهية في الاسم (ياسين) هكذا الذي هو موجود في سورة الصافات آية 130 {سَلَامٌ عَلَىٰ إِلْ يَاسِينَ}.
لأن هذا غير واضح في فتواكم.
وكنت قرأت ما كتبه أحد الإخوة في مشاركة على إحدى المنتديات، أن الشيخ عبد الرحمن سحيم، عضو مكتب الدعوة والإرشاد أجاب:" أما (طه) فليس اسماً لا للنبي صلى الله عليه وسلم ولا لِغيره، بل هو من الأحرف المقطّعة التي في أول سورة (طه). وكذلك (يس) فهي أحرف مُقطّعة في أول سورة (يس).
قال ابن القيم رحمه الله: ومما يُمْنَع منه: التسمية بأسماء القرآن وسُوَرِه، مثل: (طه) و (يَس) و (حَم)، وقد نَصّ مالك على كراهة التسمية بـ (يس)، ذكره السهيلي، وأما ما يذكره العوامّ أن (يس) و(طه) من أسماء النبي فغير صحيح، ليس ذلك في حديث صحيح ولا حسن ولا مرسل، ولا أثر عن صاحب، وإنما هذه الحروف مثل (ألم) و(حم) و(ألر) ونحوها. اهـ.
‎أما (ياسين) هكذا فهو اسم، ولا حرج في التسمّي به. قال تعالى: (سَلامٌ عَلَى إِلْ يَاسِينَ) "
كما قرأت في مشاركة لأحد الإخوة في منتدى أهل الحديث، وهو المقرئ الشيخ أبو خالد السلمي (وليد بن إدريس المنيسي): " ‎ليس للقائلين بأن (طه) و(يس) من أسماء الرسول صلى الله عليه وسلم حجة، سوى أنه ورد بعدهما في القرآن ضمير خطاب يعود على الرسول صلى الله عليه وسلم، وذلك في قوله تعالى: (طه ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى)، وقوله: (يس والقرآن الحكيم إنك لمن المرسلين)
‎فادَّعوا أن عودة ضمير الخطاب على المخاطب بطه ويس.
ويجاب عن هذه الحجة الواهية، بأن هذا له نظائر في القرآن، فما دمتم لم تلتزموا اطراد القاعدة، فلا حجة لكم في طه ويس، ‎فمن ذلك قوله تعالى: (ألمص كتاب أنزل إليك) فهل (ألمص) من أسماء الرسول صلى الله عليه وسلم؟
‎وقوله: (ن والقلم وما يسطرون ما أنت بنعمة ربك بمجنون) فهل "ن" من أسماء الرسول صلى الله عليه وسلم؟
‎ما أجابوا به عن ن وألمص، أجبنا به عن طه ويس.
‎تنبيه: إذا تسمى الإنسان ياسين، على اسم نبي الله إلياس فحسن، وهو من باب التسمي بأسماء الأنبياء، وذلك لأن من أسماء إلياس عليه السلام ياسين، كما تدل عليه قراءة نافع المتواترة (سلام على آل ياسين) على أن آل الرجل تطلق على الرجل نفسه، أو على الرجل وأهله."
كل هذا أوضح لي أن هناك فارقا بين التسمية ب (يس) والتسمية ب (ياسين). والله أعلم.
أليس كذلك؟
وجزاكم الله خيرًا.

الإجابــة:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

 فإنا نشكرك على التواصل معنا -بارك الله فيك- 

وأما عن كون كلمة "يس" ليست من أسماء الله تعالى، فهذا هو الراجح عندنا؛ لأن أسماء الله توقيفية، فلا تصح بغير ما ورد به النص، ولم نطلع على نص من الكتاب، ولا من السنة الصحيحة يفيد ذلك، ولأن أسماء الله مشتقة كلها، وليس فيها اسم جامد.  

وقد روي عن ابن عباس -كما في تفسير الطبري- أنها من أسماء الله تعالى، ولكن هذا لم يثبت عنه بسند صحيح. 

 فقد جاء في التحجيل، في تخريج ما لم يخرج من الأحاديث والآثار في إرواء الغليل للشيخ الطريفي: ما أخرجه الطبري في مواضع من "تفسيره":  (8/115) (19/58، 131) (22/48) (23/117) (26/147) والبيهقي في "الأسماء والصفات ": (94) بهذا الإسناد مرفوعاً في قوله تعالى: {ألمص} {كهيعص} {طه} {يس} {ص} {طس} {حم} {ق} {ن} ونحو ذلك قال: قسم أقسمه الله تعالى، وهو من أسماء الله عزّ وجلّ. هذا خبر منكر بمرة. اهـ.

وجاء في شرح لمعة الاعتقاد للراجحي: أسماء الله كلها حسنى أي: بالغة في الحسن غايته؛ لأنها متضمنة لصفات كاملة، لا نقص فيها بوجه من الوجوه. وهذا مأخوذ من قوله تعالى: {وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا} أسماء الله كلها حسنى، وهي دالة على صفات ليست جامدة، بل هي مشتقة. أسماء الله مشتقة، كل اسم يدل على صفة، مثلا: اسم الله الرحمن، يدل على إثبات الذات لله -عز وجل- ويدل على إثبات هذا الاسم لله -عز وجل- ويدل على إثبات صفة الرحمة لله عز وجل. اهـ.

وجاء في  شرح سنن أبي داود للشيخ العبادكما أن أسماء الله مشتقة ليس فيها اسم جامد، كذلك أسماء نبينا محمد صلى الله عليه وسلم مشتقة ليس فيها اسم جامد ... اهـ.

   والله أعلم.

www.islamweb.net