حكم بيع النقاط في تطبيق شات يلا

10-9-2018 | إسلام ويب

السؤال:
ما حكم بيع الكوينزات (النقاط) في تطبيق (شات يلا). علما أن هذا التطبيق يحتوي على صور نساء تعريفية للغرف، أو صور عادية، ولا يشترط أن تكون صورا لنساء.
وطريقة تجميع الكوينزات أو النقاط: يتم عمل المئات من الحسابات، وبمجرد الدخول اليومي والخروج الفوري للتطبيق، دون النظر لما في التطبيق، أو استخدام التطبيق، يتم إثبات عدة نقاط مكافأة. ففي اليوم الأول 5 نقاط، والدخول في اليوم الثاني 10، وتزداد النقاط وهكذا إلى اليوم السابع. لكن اليوم السابع تكون المكافأة كيس نقاط تقريبا فيه 100 أو أقل أو أكثر حسب المكافأة.
فيتم استخدام مستنسخ تطبيقات، فينسخ إلى 400 تطبيق تقريبا، أو أقل أو أكثر حسب قدرة الجوال. لتجميع 50 أو 25 ألف نقطة في الأسبوع، أقل أو أكثر حسب عدد الحسابات، أو الجهد المبذول، ويحتاج ساعات لإتمام العمل كل يوم.
ومن يشتريها تمكنه من استخدام المايك في الغرف، وشراء ميزات في التطبيق. ويوجد الكثير من غرف المحادثة سواء كانت محترمة، أو فاحشة، وفي الكثير من الغرف أو أغلبها توجد فتيات، وقد تستخدم النقاط للتكلم معهن كلاما عاديا، أو فاحشا حسب طبيعة الغرفة أو أهدافها، أو تستخدم النقاط في كلام الله أعلم به. والذي يشتري النقاط سيشتريها ممن يجمعها، أو من متجر جوجل بلاي، لكن بسعر أعلى من المتجر.
ونظرا لقلة فرص العمل، وصعوبة الأوضاع، والحصار من جيش بشار في سوريا، انتشرت كثيرا بين الناس في منطقتنا، ويبيعونها لدول الخليج، فقد يصل سعر النقاط المجمعة في الأسبوع 100 دولار أو أكثر، حسب التاجر الذي يشتريها.
وقد تحسنت أوضاع الكثير من الناس، وأصبح لديهم كفاية ذاتية تمكنهم من العيش، ومنهم من أصبح لديه زيادة عن حاجته.
فما حكم المال المكتسب إذا عمل الناس بها، والحمد لله أكثر الناس ملتزمون، والتقيد بالأمور التالية.
1- تجنب النظر لصور النساء، وقد لا تصادف الصور، علما أن صور النساء فقط واجهة تعريفية لبعض الغرف. ويوجد كذلك صورة واحدة تعريفية للتطبيق في بداية الدخول، لكن يتم تجنب النظر إليها.
2- مجرد الدخول والخروج السريع، فقط لإثبات الدخول اليومي دون الولوج للغرف، أو إضافة أصدقاء، وعدم تصفح التطبيق، أو البحث عما يوجد فيه.
3- أن تكون النية عدم التعاون على الإثم، والإنكار له بالقلب، وأن المال المكتسب ينوى استخدامه في الخير للقوت اليومي، ومتطلبات الحياة الصعبة في وقتنا هذا...
4- الالتزام بالعبادات والصلاة في المسجد، وعدم الإلهاء عنها.
ملاحظة: هل يختلف حكمها من شخص لآخر، حسب قدرته المعيشية؟
وإذا كانت حراما هل أكون آثما إذا عملت بها من أجل المصلحة العامة، من إعطاء المال المكتسب للفقير الذي لا يملك شيئا، أو التقوى على العدو من شراء سلاح وذخيرة.
جزاكم الله الخير.
أرجو الإجابة السريعة.

الإجابــة:

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فهنالك بعض المحاذير الشرعية فيما ذكرته، منها: أن مجرد الدخول والخروج السريع لإثبات الدخول اليومي دون الولوج للغرف، لا يخلو من خدعة وتحايل، ولو كان الموقع يرضى بذلك؛ فإنه يوهم المتعاملين معه بكثرة رواده وليس الواقع كذلك. وهذا ما يفعله أكثر المواقع، حتى تتعامل معه الشركات في الترويج لإعلاناتها، ونحو ذلك. فلا يجوز للمرء أن يغش ويخدع؛ فقد ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من غشنا، فليس منا. أخرجه مسلم عن أبي هريرة، وأخرج عنه أيضاً: من غش، فليس مني. وأخرج الطبراني أيضاً: من غشنا فليس منا، والمكر والخداع في النار. وهذا يعم كل غش وكل خديعة، وكل مكر في أي مجال كان، وفي حق أي شخص، كما يتبين من ألفاظ الحديث.

ومن المحاذير أيضا أنه إذا كانت هذه النقاط تستخدم غالبا في المحادثات المحرمة، فقد ذكر بعض أهل العلم أن ذلك مما يحرم بيعها، فالعبرة بالغالب، ولا عبرة للنادر القليل.

وهذا والذي قبله، كاف لمنع العمل في ذلك المجال، اللهم إلا أن يكون المرء لا يجد وسيلة مباحة يكسب منها نفقته ونفقة من تلزمه نفقته، فله حينئذ التكسب من ذلك، حتى يجد وسيلة مباحة تغنيه.

ثم إن مما ينبه عليه هنا، حديث: إن روح القدس نفث في روعي: إن نفسا لن تموت حتى تستكمل أجلها، وتستوعب رزقها؛ فاتقوا الله، وأجملوا في الطلب. ولا يحملنكم استبطاء الرزق أن يطلبه أحدكم بمعصية الله؛ فإن الله لا ينال ما عنده إلا بطاعته. رواه ابن ماجة.
قال المناوي في شرح الحديث: إن نفساً لن تموت حتى تستكمل أجلها. الذي كتبه لها الملك وهي في بطن أمها، فلا وجه للوله، والتعب والحرص والنصب إلا عن شك في الوعد. وتستوعب رزقها كذلك؛ فإنه سبحانه وتعالى قسم الرزق وقدره لكل أحد بحسب إرادته، لا يتقدم ولا يتأخر، ولا يزيد ولا ينقص، بحسب علمه القديم الأزلي؛ ولهذا سئل حكيم عن الرزق، فقال: إن قسم فلا تعجل، وإن لم يقسم فلا تتعب.

(فاتقوا الله) أي ثقوا بضمانه، لكنه أمرنا تعبداً بطلبه من حله، فلهذا قال: وأجملوا في الطلب. بأن تطلبوه بالطرق الجميلة المحللة بغير كد ولا حرص، ولا تهافت على الحرام، والشبهات (ولا يحملن أحدكم استبطاء الرزق) أي حصوله (أن يطلبه بمعصية الله؛ فإن الله تعالى لا ينال ما عنده) من الرزق وغيره ( إلا بطاعته). انتهى من فيض القدير.

والله أعلم.

www.islamweb.net