الحكم العظيمة في الصبر على البلاء، والرضا بالقضاء

3-1-2019 | إسلام ويب

السؤال:
سؤالي عن الابتلاء. فأنا -والحمد لله- أقوم بكل الفرائض، ومواظبة على أذكار الصباح والمساء، ولكن عندي الوسواس من المرض والموت. فلماذا يبتليني الله رغم مواظبتي على ذكر: اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن، ورضيت بالله ربا.... كان حقا على الله أن يرضيني.
وأيضا قول: اللهم اجعلنا عبيد إحسان، وليس ابتلاء، فلماذا يبتليني الله رغم تقربي منه، ومحاولة فعل كل ما هو طيب، والابتعاد عن الذنوب؟

الإجابــة:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد: 

فأما الوساوس فاحذريها، وتجاهليها، ولا تعيريها اهتماما، وإياك والاعتراض على قضاء الله تعالى؛ فإن في ذلك خطرا على دينك وإيمانك، بل عليك أن تستسلمي لحكم الله، وترضي بقضاء الله، ويكون قولك: رضيت بالله ربا.... إلخ قولا بالقلب لا باللسان فقط، فترضين بكل تدبير الله، وما يقضيه لك، عالمة أنه الخير والرحمة والحكمة والمصلحة.

واعلمي -هداك الله- أن أحدا لا يقوم بكامل حق الله عليه، وأن التقصير لازم للإنسان ولا بد، والبلاء يأتي ليكفر الله به عن العبد من ذنوبه التي هي كثيرة، والتي لو آخذه بها لأهلكه، قال تعالى: وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ {الشورى:30}.

واعلمي أن لله فيما يبتلي به عبده حكما ومصالح قد يغفل عنها العبد بسبب قصوره، وعدم إحاطته، ونقص عقله، فعليه أن يسلم لحكم الله، ويعلم أنه سبحانه لا يُسأل عما يفعل لكمال حكمته وعدله، وأن المؤمن متعبد بالصبر عند البلاء، وبالشكر عند الرخاء، ولو لم يكن للبلاء من مصلحة إلا أن يظهر صدق العبد، وصبره، وتسليمه لحكم الله، فيثاب على ذلك بأتم الثواب مما لا يقادر قدره لكفى، وحسب الصابر أنه يوفى أجره يوم القيامة بغير حساب، كما قال جل اسمه: إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ {الزمر:10}.

والصبر على البلاء، والرضا بالقضاء خير وأحمد عاقبة للعبد لو كان يدري، ولذا قال النبي صلى الله عليه وسلم: عجبا لأمر المؤمن، إن أمره كله له خير، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن، إن أصابته سراء فشكر كان خيرا له، وإن أصابته ضراء فصبر كان خيرا له.

فلا تتسخطي أقدار الله، ولا تعترضي على أحكامه، ولكن اجتهدي في دعائه، والتقرب إليه ما وسعك؛ فإنه لا منجى ولا ملجأ من الله إلا إليه.

والله أعلم.

www.islamweb.net