الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فلا يجوز الاحتفاظ بتلك الصور التي يعانق فيها ذكرٌ أنثى، ولا يصحّ وصفها بالبريئة؛ إذ معانقته لها في الواقع أمر محرم، ولو لم يكن مصحوبًا بالشهوة؛ فالشرع جاء بمنع مصافحة الأجنبية، والخلوة بها، ولو خلت المصافحة أو الخلوة من الشهوة، فكيف تجوز المعانقة!؟
وإذا لم تجز المعانقة، فإن ما حرم فعله؛ لا تجوز مشاهدته، جاء في تحفة المحتاج: وَكُلُّ مَا حَرُمَ؛ حَرُمَ التَّفَرُّجُ عَلَيْهِ. اهـ.
ولا شك أن الاحتفاظ بصوره مظنة مشاهدته؛ فأتلفي -يا بُنَيَّتِي- تلك الصور، واشغلي نفسك بمعالي الأمور، وابتعدي عن سفاسفها؛ فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ مَعَالِيَ الأُمُورِ، وأَشْرَافَهَا، وَيَكْرَهُ سَفَاسِفَهَا. رواه الطبراني، وغيره.
ومعنى سفسافها: أي: رديئها، قال ابن الأثير في النهاية: السفْساف الأمرُ الحقيرُ، والرديء من كل شيء، وهو ضدّ المعالِي والمكارِم، وأصله ما يطير من غُبار الدقيق إذا نُخِل، والترابِ إذا أثير. اهـ.
واحذري من تلك التي يسمونها صداقات أو صورًا بريئة؛ فإنها شر وبلاء، وخطوة من خطوات الشيطان التي يستدرج بها العباد إلى الوقوع في المعاصي، وكم من محرم ارتُكِبَ تحت شماعة العلاقات، والصور البريئة.
والله أعلم.