هل يجمع بين العصر والمغرب لمشقة العمل

20-10-2004 | إسلام ويب

السؤال:
بسم الله الرحمن الرحيم
جزاكم الله عنا كل خير، أما بعد: إذا أراد الإنسان أن يجمع بين صلاتين كيف يفعل ما معنى جمع تأخير وتقديم لضرورة، هل هناك من عالم أجاز جمع صلاة العصر والمغرب أليس العمل أشق من المطر أنا في بلاد غير مسلمة إذا لم أجمع الصلاة سأجد صعوبة في ذلك أنا أبحث عن عالم يجوز هذا أخاف إن لم أجده أن أبقى كما أنا بدون صلاة نظراً أني لن أتمكن من أدائها في الوقت إذا أردت أن أصلي العصر مع المغرب هل أنتظر فترة بين الصلاتين بدون اتصال مباشر لأنهما ليستا مثل الظهر والعصر هل يمكن القول أن هذا تيسير للعباد مع احترامي لكم، بعض الأحيان أقول بأن العلماء لا يدرون مشقة العباد في حياتهم اليومية أليس القول أسهل من الفعل أرشدوني ربما أغير فهم الحديث مثل الحديث الذي يقول بأنه يجوز الجمع بين الصلاة في مطر أو سفر هل يمكن القول بأن رسول الله صلى الله عليه سولم أراد أن ينبهنا بأنه حيث توجد مشقة يمكن الجمع أليس العمل بمشقة؟ شكراً، وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة:

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالجمع للصلاتين إما أن يكون جمع تقديم وهو أداؤهما معا في وقت الأولى منهما، وإما جمع تأخير وهو فعلهما في وقت الثانية منهما، قال البهوتي في كشاف القناع: فهذه الأربع هي التي تجمع: الظهر والعصر والمغرب والعشاء في وقت إحداهما، إما الأولى ويسمى جمع التقديم، أو الثانية ويقال له جمع التأخير. انتهى. 

والجمع للصلاتين المشتركتين في وقت له أسباب كالمطر والسفر والمرض، وراجع تفصيلها في الفتوى رقم: 6846.

وإذا كنت مشتغلاً بعمل يصعب قطعه بحيث تترتب على ذلك مشقة في نفسك أو مالك، فيباح لك جمع الظهر مع العصر، والمغرب مع العشاء، وهذا مذهب بعض أهل العلم كالحنابلة بشرط أن لا يتخذ هذا الجمع عادة دائمة بل هو خاص بحالة الحرج والمشقة، وراجع الفتوى رقم: 17324.

أما جمع العصر مع المغرب فلم يقل أحد من أهل العلم بإباحته، بل أجمعوا على حرمته، قال ابن قدامة في المغني: ولو كان الجمع هكذا لجاز الجمع بين العصر والمغرب والعشاء والصبح، ولا خلاف بين الأمة في تحريم ذلك. انتهى. 

فحصول المشقة إذا مبيح للجمع بين مشتركتي الوقت عند الحنابلة رفعا للحرج ولا يدخل في ذلك الجمع بين العصر والمغرب كما ذكرنا، واعلم أن الصلاة شأنها عظيم في الإسلام، فهي الركن الثاني منه بعد الشهادتين وتاركها مع إنكار وجوبها كافر بإجماع أهل العلم، وأما إن كان مقرا بوجوبها فاختلف أهل العلم هل يحكم بكفره أم لا، وراجع التفصيل في الفتوى رقم: 512.

ثم إن من الواجب عليك الاستقامة على أوامر الله تعالى، وعلى رأسها المحافظة على الصلاة في وقتها فإذا فعلت ذلك كفاك الله كل ما أهمك في دنياك وأخراك، قال الله تعالى: وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا* وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ {الطلاق: 2-3}، كما عليك أن تعلم أن ما كتبه الله تعالى من رزق للإنسان سيصل إليه لا محالة ولن يزيد على ذلك مهما بذل من الأسباب، فلا خير في عمل يترتب عليه ارتكاب معصية فما عند الله تعالى لا ينال إلا بطاعته، فقد قال صلى الله عليه وسلم: إن روح القدس نفث في روعي أن نفسا لن تموت حتى تستكمل رزقها فاتقوا الله وأجملوا في الطلب، ولا يحملنكم استبطاء الرزق أن تطلبوه بمعاصي الله فإن الله لا يدرك ما عنده إلا بطاعته. رواه الطبراني في المعجم الكبير وصححه الشيخ الألباني في السلسلة الصحيحة.

والله أعلم.

www.islamweb.net