الصبرعلى الأب ولو أساء

10-2-2005 | إسلام ويب

السؤال:
إحدى صديقاتي عندها مشكلة وهي كالتالي: والد صديقتي يعاملها معاملة فظيعة وليست إنسانية منذ أن كانت صغيرة يعني منذ أن كان عمرها أربع عشر سنه فكان يضربها منذ ذلك الوقت ولما دخلت المرحلة الثانوية كان دائما سببا لإحباطها في كل الأحوال وذلك كان سببا من أسباب أنها تدور وتبحث عن الحنان خارج البيت مع الشباب طبعا وقد كان هذا قبل التوبة يعني والحمد لله وحتى عندما أنهت الثانوية لم يكن مجموعها يخولها أن تدخل إحدى الكليات من غير أن تدفع مبلغا ماليا معينا ولكن القانون كان إذا حصلت على ترتيب جيد كان من الممكن أن يعفوها من المبلغ المالي وبعون الله دائماً وأبداً حصلت على تقدير جيد وأراحت أهلها من المصاريف الزائدة ولكن مع كل هذا كان والدها يقول لها: أنت فاكره نفسك أيه.... أنت دخلت كلية يدخلها الذي يحصل على50 و60 في الـ100 فقط وكلام من هذا القبيل يعني وهي في الحقيقة عندها مشكلتان ممكن هي في البداية تستحمل هذا الكلام ولكن تصل إلى درجة تنفجر أو ترد الكلمة بالكلمة لكن هي تقول لي إنها تتعذب من داخلها لأنها تعلم أن هذا الشكل حرام لكن هي لم تتمكن من أن تسيطر على نفسها لدرجة أن والدتها اقترحت عليها أن تحضر لوالدها هدية في ذكرى ميلاده وبالفعل قامت بما نصحتها به والدتها ولكن للأسف والدها لم يعر هذه الهدية أي اهتمام هذه المشكلة عندها في كل يوم وهي الآن مرهقة جداً وعندها إحساس بيأس فظيع وهي تتكلم مع والدتها في هذا الموضوع ولكن والدتها دائماً تقول لها إلا عقوق الوالدين فهو حتى لو مسح بك الأرض حرام أن تتكلمي كلمة واحدة إن شاء الله أجد عندكم حلا لهذه المشكلة وأنا أعرف أن عقوق الوالدين ذنب عظيم جدا لكن في كل الاحوال يعنى حتى لو وصلت للإهانة والسب يعنى فأنا كنت أريد أن أسألكم جزاكم الله كل خير عن الفرق بين عقوق الآباء وعقوق الأبناء. وجزاكم الله كل خير.

الإجابــة:

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
 

فالواجب على الولد أن يحفظ مقام أبيه ولو أساء إليه، وعلى الوالد أن يحسن معاملة أولاده ويربيهم التربية الصالحة، وقد سبق بيان حقوق الأبناء على آبائهم في الفتوى رقم: 15008. ولمعرفة المراد بعقوق الوالدين انظري الفتوى رقم: 56447.

وأما عقوق الأب لولده فكلمة تطلق للمشاكلة ويراد بها تفريط الأب في حقوق ولده عليه، وسبق بيان حقوق الأبناء في الفتاوى المحال عليها أعلاه.

فننصح هذه الأخت بالصبر على والدها وبذل ما تستطيع من الأسباب التي تكسبها وده، فإن فعلت ما أوجبه الله تعالى عليها من بره وطاعته في المعروف ولم يفد فيه ذلك فنرجو أن لا يكون عليها في ذلك إثم ولا لوم، ولتعلم أن صبرها على أبيها وإحسانها إليه ولو أساء سبب لتيسير أمورها وفتحه عليها بما تحب، وتراجع الفتوى رقم: 35034 لحكم الإهداء بمناسبة عيد الميلاد.

والله أعلم.  

www.islamweb.net