العاب الأنترنت...رؤية واقعية وشرعية

10-5-2001 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكمما هو حكم فتح مواقع الألعاب على النت؟هل هي من الفتن والشهوات التى يجب الابتعاد عنها؟

الإجابــة: الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: ‏

فنحب أن نبين في هذا الجواب هدي الإسلام في اللعب بما يبين مقاصده، فنقول وبالله ‏التوفيق.‏
خلق الله الإنسان لعبادته سبحانه، وجعل خلقه مزيجاً من ثقلة اللحم، وشفافية الروح، ‏وركب فيه خصائص تجعل من دوامه على حال واحدة من المحال، فهو في حركة دائمة ‏وتنقل بين النشاط والكسل، والجد واللعب، والطاعة وضدها… والموفق من كان في ‏نشاطه في طاعة الله، وفي قوته وضعفه ممسكاً عما حرم الله. ومن رحمته وحكمته أن هيأ ‏للإنسان من المباح ما يدفع به آثار السآمة والملل بعد الجد والعمل عن طريق الترفيه واللهو ‏المباح. وبذلك نعلم أن اللعب واللهو في إطاره الصحيح حاجة نفسية قبل أن تكون شأن ‏الفارغين، وبدهي أن تكون في الصغير ألصق منها بالكبير، لذلك لم يهمل الإسلام ‏بشموليته في تنظيم الحياة هذا الجانب الهام، وإنما تسامى به، إذا جعل منه خادماً للفرائض ‏ومعيناً عليها. وفي السنة الجم الغفير مما يدل على ذلك ويحث عليه منها:‏
قوله صلى الله عليه وسلم: " لا سبق إلا في خف أو نصل أو حافر" رواه أحمد والترمذي ‏وأبو داود والنسائي. وصححه ابن القطان وابن دقيق العيد. والنفي هنا لبيان الأفضل ‏والأكمل، لا أن غيره من أنواع السباق لا يجوز كالسباق بالأقدام، "إذ سابق النبي صلى ‏الله عليه وسلم زوجه عائشة رضي الله عنها" رواه البخاري.‏
ومنها: وقوفه صلى الله عليه وسلم أمام الحبشة وهم يلعبون بالحراب. رواه البخاري ‏وكذلك غناء الجواري في يوم العيد بحضرته صلى الله عليه وسلم. رواه البخاري أيضاً. كل ‏ذلك يدلنا على مبلغ اعتناء الشارع بهذه الحاجة النفيسة، وكيف وظفها في خدمة غايات ‏شرعية، كبناء الأجسام، والتدريب على آلات الحرب والقتال.‏
ولا يعني ذلك أن غير تلك السبل من اللعب والترفيه لا تجوز، بل الذي نعنيه من وراء ‏ذلك هو أن يسمو المسلم بهذا الجانب من حياته، فيجعل منه مذكراً ومعيناً على طاعة الله ‏سبحانه وبذلك تصطبغ حياة المسلم عامة بالعبودية لله رب العالمين.‏
أما الترفيه باللعب على الإنترنت مع أننا لا نحرمه إذا كان منضبطاً بضوابط الشرع بأن ‏كان لا يشتمل على محرم ولا يشغل عن واجب فهو مباح، لكنه لا يحقق مقصود الشارع ‏في ممارسة اللعب، مع ما يخاف منه على الطفل خاصة من أن يدخل إليه من الإنترنت ذاته ‏من مفاسد خلقية وصحية، وإدمان نظر، مما يحمله على الإخلال بالواجبات، وغيرها من ‏الأضرار التي لا تخفى على أحد. ‏
والله أعلم. ‏

www.islamweb.net