هل يجوز الدعاء بالموت على الزوج المقصر؟

27-5-2001 | إسلام ويب

السؤال:
المرأة التي تتمنى لزوجها الموت وذلك بسبب تقصيره وإهماله في جميع جوانب الحياة. هل هي آثمة؟

الإجابــة:

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فلا شك أن الله عظم حق الزوج على زوجته، حتى قال المصطفى صلى الله عليه وسلم: ‏لو كنت آمراً بشراً أن يسجد لبشر، لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها، من عظم حقه ‏عليها. أخرجه الإمام أحمد، ورجاله رجال الصحيح، ولأحمد أيضاً عن الحصين بن محصن ‏أن عمة له أتت النبي صلى الله عليه وسلم فقال: أذات زوج أنت؟ قالت: نعم، قال: ‏فانظري أين أنت، منه فإنما هو جنتك ونارك. قال ابن مفلح: إسناده جيد. وغيرها كثير ‏من الأحاديث التي تدل على عظم حق الزوج على زوجته.

وما يحصل من تقصير من ‏جانب الزوج في نفقة أهله وإهماله لهم، ينبغي إصلاحه بالتذكير والوعظ، ثم بالاحتكام إلى ‏ذوي الرأي والحكمة، وللمرأة أن تطلب مخالعة زوجها أو طلاقها إذا تعذرت الحياة ‏الكريمة معه، لكن لا تلجأ إلى الدعاء عليه بالموت، فإن هذا الدعاء لا يحل المشكلة، ويعود ‏إثمه على الداعي، إذا كان المدعو عليه لا يستحقه.

وبدلاً من الدعاء عليه، توجهي إلى الله ‏بصدق أن يصلح أحوالكما، وأن يختار لك وله ما فيه الخير، فإنك لا تعلمين أين يكون، ‏فإذا دعوت بذلك واستخرت الله، فإن ما سيقضيه الله لك سيكون هو الخير -إن شاء ‏الله- سواء ظهر لك في أول الأمر أو في عاقبته.

وتجملي بالصبر حتى تظفري بالأجر إذا ‏فاتك حظك العاجل من زوجك، ولا تتسخطي فتخسري الأمرين، وأيقني أن الفرج مع ‏الكرب، وأن شدائد الدهر لا تدوم، وأن العبد في الدنيا عابر سبيل، فإما أن تزول ‏الشدائد، أو يرحل هو عنها.‏

والله أعلم.‏

www.islamweb.net