الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقبل الجواب عما سألت عنه نريد أولا أن ننبهك إلى أنه قد ثبت بالتجربة أن الرجل في دعوة النساء على خطر كبير، وقلما يرجع سالماً أبداً. بل لا بد أن يصيبه من غبار الفتنة ما يصيبه، وقد يغرق فيها. ففتنة النساء من أعظم الفتن، وأكثرها خطرا وضررا، كما في الصحيحين من حديث أسامة بن زيد رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء.
وروى مسلم من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: فاتقوا الدنيا واتقوا النساء فإن أول فتنة بني إسرائيل كانت في النساء.
لذلك فإننا نقول لك أيها السائل الكريم إن هذه البنت إذا لم تكن من محارمك، فالخير في الابتعاد عنها كل البعد. ثم إن وجدت من يقوم عنك بدعوتها من النساء كزوجتك أو إحدى محارمك كان ذلك خيراً لك وأنفع لدينك، فلأن تنفع نفسك وحدها خير لك من أن تنفع غيرك وتتضرر.
وأما كيفية دعوتها إذا وجد من يقوم بذلك، فإنها تختلف باختلاف الفروق الفردية بين الناس. وملخص ذلك هو ما ورد في قول الله تعالى: ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ {النحل: 125}.
ثم التركيز على استجلاب عاطفتها بالقصص الشيقة والحكايات النافعة، والهدايا إذا استدعاها الحال ونحو ذلك...