الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

آلام في الرقبة تمتد إلى منتصف الظهر مع دوخة، ما سبب ذلك؟

السؤال

أُعاني من ألم الرقبة منذ سنوات - أي منذ فترات الدراسة -، وقد ذهبت إلى أكثر من طبيب، وعملت أشعة، وقالوا لي: إن هناك فقرات في الرقبة ضاغطة على بعض، وتآكل بسيط في فقرة من الفقرات، وقد أخذت أدوية للعضلات ومسكنات، وعملت علاجاً طبيعياً لمدة أسبوع ولم أتحسن!

وقد اعتدت الآلام من طول الفترة، ولكني الآن أشعر بألم يصل إلى منتصف ظهري عندما أحرك رقبتي إلى الخلف أو الأمام، مع ألم في الأكتاف، ودوار بسيط، وما يُقلقني هو الدوخة مع أنها ليست شديدة، ولكني أشعر بعدم اتزان.

أرجوكم أريد أن أطمئن؛ لأني أعيش في قلق رهيب بسبب هذه الأعراض، لدرجة أني أخشى الذهاب إلى طبيب الآن فيصارحني بأي شيء خطير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نيفين حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن آلام أسفل الرقبة من الأمور الشائعة، ومعظمها يكون سببه شد عضلات أسفل الرقبة، أو العضلات التي تكون بين لوح الكتف ومنتصف الظهر من الأعلى، وفي معظم الأحوال يكون السبب هو إجهاد عضلات الرقبة، والعضلات التي تصل الكتفين في الرقبة.

فالرقبة هي أكثر أجزاء العمود الفقري حركةً، وهي تحمل الرأس، ولكنها تحظى بحماية أقل من بقية أجزاء العمود الفقري كي تعطينا مدى حركة أكبر، ولذا فهي أكثر تعرضاً للألم والإصابة.

وهناك أسباب عديدة لآلام الرقبة، منها: العادات الخاطئة، كالنوم على البطن، أو النوم على وسادة لا تحتفظ على الانحناء الطبيعي للرقبة في وضعٍ جيد، أو النوم على مجموعة من الوسائد العالية، وهذا يؤدي إلى جعل الرقبة في وضع غير مريح، فتضطر عضلات الرقبة للعمل أثناء الليل لتثبيت ومنع عدم اتزان فقراتها.

أيضاً: أثناء الليل يزيد المحتوى المائي للغضاريف نتيجة امتصاصها للسوائل من حولها مع ضعف الجاذبية الأرضية في وضع النوم، مما قد يؤدي إلى الإحساس ببعض التيبس في الصباح.

ومن أسباب آلام الرقبة الإجهاد المستمر للرقبة، والجلوس الخاطئ المستمر لساعاتٍ طويلة على المكتب أو الكمبيوتر، أو قيادة السيارة، وقد يكون ألم الرقبة ناجماً عن خشونة الفقرات العنقية، وتحدث الخشونة كنتيجة طبيعية مع التقدم في السن ما بعد الخمسين وحمل الأشياء الثقيلة .

وقد تمتد آلام الرقبة لتصل إلى المنطقة بين لوحي الكتف، ويستمر الألم أحياناً لسنواتٍ عديدة؛ طالما أن السبب الرئيسي لم يعالج، وهو الوضعية الخاطئة، وكثيراً ما يبقى الشد العضلي سنوات.

أما الدوخة فقد تكون لها علاقة بآلام الرقبة، فهناك ما يسمى الدوخة ذات المنشأ الرقبي (Cervicogenic dizziness)، وتزداد الدوخة مع حركة الرقبة، أو تثبيت الرقبة في وضعية معينة، ويحس المريض بنوعٍ من الدوخة الخفيفة أو الإحساس بما يسمى (Floating or rocking)، وقد تترافق مع آلام في الرأس.

وإليك نصائح مهمة لمشكلة آلام الرقبة:

- تجنبي الاستمرار في وضع الجلوس لفترةٍ طويلة، خصوصاً الجلوس الذي تكونين فيه مضطرة لتثبيت وضع الرقبة في اتجاهٍ واحد، مثل القراءة أو الكتابة أو مشاهدة التلفزيون، وإذا كان ضرورياً ذلك، فاعتدلي واستريحي كل 15 دقيقة على الأقل، والقيام بعمل بعض التمرينات الخفيفة.

- حافظي على وضع رأسك مستقيماً أثناء الجلوس، ويجب أن يكون طول المكتب أو المنضدة التي تعملين عليها مناسباً، بحيث تمنع انحناء رقبتك عليها، ويجب أن يكون المكتب قريباً منك.

- يمكن وضع قاعدة خشبية مائلة صغيرة على المكتب لتساعد على القراءة أو الكتابة بدون انحناء الرقبة، بحيث يكون ما تكتبينه أو تقرأينه في مستوى النظر.

- الوضع الأمثل للعمل على الكمبيوتر يكون بوضع الشاشة، بحيث يكون مركزها في مستوى أنف الشخص الجالس أمامها، وتوضع لوحة المفاتيح (الكيبورد) بحيث تكون الأكتاف في وضع معتدل وغير مرفوعتين لأعلى، ويكون الكوع مثنياً بدرجة 90 (أي قائماً) ويكون المعصم مسترخياً في وضع 30 درجة.

- الوضع الطبيعي للرأس هو أن يكون على استقامة واحدة مع العمود الفقري، بمعنى أنه عند النظر للشخص من الجانب تكون الأذن على خط واحد مع الكتف، وكلما زاد تحرك الرقبة إلى الأمام من هذا الوضع زادت الضغوط على فقرات وعضلات الرقبة، فكل حركة للرأس للأمام بمقدار (2.5 سم) معناه زيادة الضغط على فقرات الرقبة السفلي بمقدار وزن الرأس وهكذا، لذا يجب المحافظة على الرأس في وضع مستقيم دائماً.

- تجنبي وضع سماعة الهاتف أو المحمول (الجوال أو الموبايل) بين الكتف والرأس؛ لأن ذلك يؤدي إلى تحميل زائد على عضلات الرقبة.

- تجنبي التعرض لتيارات الهواء الباردة، وحاولي تجنب التغيرات المفاجئة للجو، كالانتقال من جو ساخن إلى التكييف البارد.

- استخدمي وسادة تحت الذراعين، بحيث يستند الذراعان عليها من الإبطين إلى الكوعين أثناء القراءة؛ لضمان وضع الكتاب في مستوى النظر بدون انحناء الرقبة، ولتقليل التحميل الزائد على فقرات وأنسجة الرقبة وعلى الأكتاف؛ حيث ستحمل الوسادة عنك وزن الذراعين والكتاب.

- تجنبي القراءة أو مشاهدة التلفاز وأنت مستلقية على السرير، حيث تكون رقبتك في أغلب الأوضاع في وضع سيء.

- وضع كمادات أو قربة المياه الساخنة وتحتها فوطة خفيفة على عضلات الرقبة والأكتاف لمدة 20 دقيقة، أو تعريض عضلات الرقبة والأكتاف لتيار المياه الساخنة من الدش، ولكن تجنبي التعرض للتيارات الهوائية بعد ذلك مباشرة.

- تجنبي النوم أثناء الجلوس أو أثناء ركوب السيارة أو الباص.

- تجنبي حمل الأشياء الثقيلة، أو دفع أو جذب الأشياء -خصوصاً الثقيلة- بقوة، وعليه تجنبي الأوضاع التي يُضطر فيها إلى رفع رأسه لأعلى لفترة طويلة.

- حاولي النوم مع الاحتفاظ برأسك ورقبتك في وضع مستقيم، بحيث لا تكون الوسائد عالية جداً أو منخفضة جداً، سواء كان ذلك وأنت نائمة على جانبك أو على ظهرك، ويجب أن تكون الوسادة غير صلبة بحيث تأخذ شكل رأسك، فما يحكم حجم الوسادة هو أن تجعل هذه الوسادة العمود الفقري للرقبة مستقيماً مع باقي العمود الفقري، ويجب ملاحظة أن المخدة لا توضع تحت كتفيك بل ما بين رقبتك وكتفيك.
والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • Ahmad ayash

    بارك الله فيك

  • أمريكا علي

    بارك الله فيكم

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً