الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أشعر بارتباك وضيق نفس عند إجراء محادثة هاتفية

السؤال

السلام عليكم

لقد أرسلت لكم استشارتي من قبل، وهي بخصوص أني أعاني من الارتباك وتغير نبرة الصوت وضيق في النفس عندما أريد إجراء محادثه هاتفية أو عند سماع صوت الهاتف، وقد جعلتني هذه المشكلة أتهرب حتى من إجراء المكالمات أو الرد عليها، وحتى إن فعلت فلا بد أن يتخلل كلامي شيء من الضحك حت لا يظهر علي الارتباك، وقد قمت بتطبيق تمرين الاسترخاء وتمرين أخذ النفس العميق ثم التحدث به قبل بدء المكالمة، ولكني أجد نفسي بمجرد أن أهم برفع الجوال أو الهاتف تبداء المشكلة، حتى وإن حاولت تطبيق النفس العميق وإخراج الحديث معه أجد أن المشكلة ما زالت موجودة فما الحل برأيك؟ أجد أنا هذا الشيء قد أثر على تواصلي مع الآخرين ودمر حياتي.
أرجو مساعدتي ولكم مني جزيل الشكر

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نجوى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً، ونشكرك كثيراً على تواصلك مع إسلام ويب، ونحن نجيب على استشارتك هذه بكل وضوح.

الذي تعانين منه هو نوع من الخوف الاجتماعي البسيط، والخوف الاجتماعي لا يعالج فقط من خلال أخذ نفس عميق أو تمرين أو تمريين للاسترخاء.

أولاً: يعالج عن طريق التغير الفكري وهذا يسمى بالتغير المعرفي، وهذا يتمثل في أن تحقري فكرة الخوف وتناقشي نفسك وتخضعي الأمور إلى المنطق والصواب، وهذا سوف يوصلك إن شاء الله تعالى للحقيقة الثابتة وهو أن هناك ليس ما يدعوك للارتباط أو الخوف وهذا مهم جداً .

ثانياً: اعتقد أن نبرة صوتك بدأت تتغير بصورة ملحوظة هذا ليس صحيح وهذا شعور ليس دقيق يأتي دائماً للذين يعانون الرهاب الاجتماعي .

ثالثاً: عليك أن تقومي بتدريبات عملية تكرريها أكثر من مرة في اليوم ... قومي برفع سماعة الهاتف وتصوري أنك تردين على محادثة مفترضة وبالفعل قومي بالحديث مع شخص مفترض وأبدئي بالسلام والتحية وافتحي موضوع، وبعد ذلك ضعي السماعة. هذا تدريب في الخيال ولكنه تدريب عملي ويقوم على أسس علمية.

رابعاً: طبقي تمارين الاسترخاء ليس في وقت التحدث، ويجب أن تكون نمط من أنماط حياتك.. طبقي هذه التمارين صباحاً ومساءاً وسوف تجدي فيها خير كثير جداً.

خامساً: لابد أن تتناولين أحد الأدوية المضادة للمخاوف والزيروكسات يعتبر من الأدوية المثالية والجيدة جداً أبدئي بجرعة نصف حبة (10) مليجرام تناوليه ليلاً لمدة عشرة أيام وبعد ذلك اجعليها حبة كاملة واستمري عليها لمدة ستة أشهر ثم خفضي إلى نصف حبة يومياً لمدة شهر ثم توقفي عن تناول الدواء .

حاولي أن تطوري من مهاراتك الاجتماعية بصفة عامة، فهذا له علاقة كبيرة بهذا النوع من المخاوف .. والإنسان حين يفقد المهارة الاجتماعية تظهر لديه المخاوف بأشكال مختلفة، فلذا اسعي لأن تبني مهارات اجتماعية متطورة وذلك من خلال زيارة الأرحام وزيارة المرضى في المستشفيات والانخراط في الأعمال الخيرية والثقافية والذهاب إلى حلقات التلاوة في التحفيظ فهذا كله تطوير حقيقي للمهارات الاجتماعية، وتطوير المهارات الاجتماعية هو من الأسلحة والوسائل التي المتقنة جداً للقضاء على الخوف والرهاب الاجتماعية أيا كانت صورته وأيا كان شكله.

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • المملكة المتحدة عبدالعزيز

    انا رجل ونفس حالتك بالضبط وفعلا تتغير نبرة الصوت وشعور لايوصف من الإحساس بالضعف والارتباك والحمدلله على كل حال

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً