الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

عيني تركز على أي شيء أنظر إليه دون قصد، فكيف أتخلص من هذا الداء؟

السؤال

السلام عليكم ورحمه الله و بركاته

أنا خائفة أكون إنسانة حسودة وأضر الناس وآذيهم بحسدي، مع العلم أني الحمد لله أمي ربتني علي كلمة ( بسم الله ما شاء الله )، وأنا أكسر عيني عندما أرى أي شيء أعجبني بشدة، ولكن تحدث مواقف أشعر فيها أني كنت حاسدة مثل أن يعجبني شيء معين، وبعد أيام أعرف أن هذا الشيء كسر مثلاً، علي الرغم من أني قلت ما شاء الله علي هذا الشيء، أنا أخاف فعلاً أن أكون إنسانه مؤذية للناس، و لا أعرف ماذا أفعل! فأنا الآن أقرأ سورة الفلق علي كل شيء يعجبني بدلاً من قول ما شاء الله فقط، ومع ذلك تحدث أشياء غريبة، فماذا أفعل؟ أو هل من دعاء معين أو دعوة معينة لتجنب الحسد؟

وشكراً، وآسفة علي تعبكم معي.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ علا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

إنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك إسلام ويب، فأهلاً وسهلاً ومرحبًا بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأل الله جل جلاله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يغفر ذنبك، وأن يستر عيبك، وأن يتجاوز عن سيئاتك، وأن يجعلك محسنة لعباده، وأن يكفّ أذاك عن الخلق، وألا يؤاخذك على شيء لم تقصدينه أو لم تتعمدي إلحاق الضرر به أو بأهله.

بخصوص ما ورد برسالتك – ابنتي الكريمة الفاضلة – فإن الحسد أنواع، هناك حسد يعقد الإنسان العزم عليه ويضمر ذلك في قلبه، وبذلك أن يتمنى زوال نعمة أخيه، ثم إذا أتيحت الفرصة صوّب نظره إلى هذا الشيء الذي قد يكون مهمًّا عند أهله فيحدث له الضرر، وهذا هو الحسد المحرم الذي أمرنا الله أن نستعيذ بالله منه بقوله: {ومن شر حاسد إذا حسد} وهو الذي يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب، كما ورد في سنة النبي - صلى الله عليه وسلم - .

أما إذا كان الإنسان يحاول أن يقاوم وأن يدافع ويحرص على ألا يلحق الضرر بأحد ثم تسبقه عينه إلى هذا الأمر فهذا أمر خارج عن إرادة الإنسان، وهو عبارة عن أن هناك طاقة زائدة في عين الإنسان تؤدي إلى خروجها وقوة دون إرادة منه مما يترتب عليه إلحاق الضرر بالآخرين، وبما أنه ليس لديك نية الإلحاق الضرر وتحرصين وتجتهدين وتقاومين قدر الاستطاعة على ألا يحلق الضرر بأحد فأرى - إن شاء الله تعالى – أنه لا شيء عليك.

لكن بجانب هذه الأشياء التي تقولينها التي هي (بسم الله ما شاء الله تبارك الله لا قوة إلا بالله) وهذا الذي أتمنى أن تقوليه أيضًا (بسم الله ما شاء الله تبارك الله لا قوة إلا بالله) حاولي أن تقولي ذلك في كل اتجاه تتجه إليه عينك، حتى تطفئي هذه الطاقة الحارقة أو الخارقة أو المدمرة التي تخرج من عينك، هذا أولاً.

ثانيًا: قراءتك لسورة الفلق هذا شيء جيد، وكذلك أيضًا أتمنى أن تكثري من دعاء (اللهم لا تجعلني سببًا في إلحاق الضرر بأحد من خلقك أو في ممتلكاته أو في شيء عزيز عليه. اللهم اجعل عيني بردًا وسلامًا على كل شيء أنظر إليه، اللهم اجعل عيني بردًا وسلامًا على كل شيء أنظر إليه، اللهم اجعل عيني بردًا وسلامًا على كل شيء أنظر إليه).

حاولي أن تجتهدي قدر الاستطاعة إذا ما شعرت فعلاً بأن عينك سوف تسبقك أن تصرفيها إلى الأرض، وأن تجتهدي في الدعاء (أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، اللهم اخسئ شيطاني، اللهم اخسئ شيطاني، اللهم اجعل عيني بردًا وسلامًا على كل ما أنظر ومن أنظر إليه، ولا تؤاخذني بذلك ولا تجعلني سببًا في إلحاق الضرر بأحد من خلقك).

هذا الذي أعرفه من كلام أهل العلم، لأن قضية هذه العين الخارقة أو الحارقة أو المدمرة ليس لها علاج إلا الدعاء، وسؤال الله تبارك وتعالى أن يصرف السوء عنك وعن غيرك، إنه جواد كريم.

أسأل الله عز وجل ألا يجعلك سببًا في إلحاق الضرر بأحد من خلقه، كما أسأله تبارك وتعالى أن يجعل عينك بردًا وسلامًا على كل من تنظري إليه، مع الإكثار من الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم، وأوصيك كذلك بالإكثار من الصلاة على النبي - عليه الصلاة والسلام – بنية أن يُذهب الله حدة عينك أو نظرك، وألا يجعلك سببًا في إلحاق الضرر بأحد من خلقه، لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - عندما أوصى الصحابي أُبي بن كعب أن يُكثر من الصلاة والسلام عليه، قال له: (إذًا تكفى همّك ويُغفر لك ذنبك).

استفاد العلماء من ذلك أن الإنسان إذا كان له شيء يهمه وأكثر من الصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم – بنية تفريج همه وتفريج كربته وقضاء حاجته فإن الله تعالى يقضيه، فأنا أوصيك بذلك، وأسأل الله أن يعينك على الالتزام ذلك كله، وأن يجعل عينك بردًا وسلامًا على كل شيء تنظرين إليه، وأن يعافيك من كل مكروه، إنه جواد كريم.

هذا وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • الكويت منة الله محمد

    جزاكم الله خيراً أفدتنا أيضاً..

  • مجهول ام رند

    نفس وضعي يمالكني خووووف من هذا الحال

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً