الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أبنائي لا يجيدون التحدث بطلاقة وقليلو الاستيعاب.. كيف أقوي ذكائهم وثقتهم؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أشكركم قبل البدء بمشكلتي على نصائحكم القيمة التي شجعتني أن أطرح مشكلتي التي طالما آلمتني وأبكتني.

أنا أم لخمسة أطفال، كنت أعتقد أني أفضل أم في العالم في تربيتي لأبنائي، ربيتهم على الصدق، والأمانة والصراحة، والأدب، والاستئذان، والنظافة، والترتيب، لكن مع مرور الأيام واختلاطي بأبناء الآخرين، اكتشفت أني أم فاشلة وغبية لم أحسن التربية، لم أكن أفقه بأصول وأساليب التربية، مع كل مرة أختلط فيها أحس بالإحباط والقلق على مستقبل أبنائي.

أبنائي أعمارهم 15-13-6 أولاد، و11-2 سنة بنات، مهزوزي الشخصية، ولا توجد لديهم ثقة بأنفسهم، ولا يحسنون التصرف أبدًا، ولا يخفون شيئًا من حديثنا، لا يجيدون التحدث بطلاقة مثل غيرهم، قليلو الاستيعاب خاصة ابنتي 11سنة، دائما ما يجرحني الآخرين بعدم فهمها، حدث موقف بعده كرهت نفسي، حيث كانوا برفقة قريب لهم عمره 6سنوات واجه الموقف وتصرف ذلك الصغير ما شاء لله بحكمة، وأما أبنائي فبسبب الارتباك لم يفعلوا سوى الصراخ والخوف.

لا أدري ما هي الطريقة والأسلوب الصحيح معهم ليكونوا أذكياء، وواثقين بأنفسهم، يدافعون عن بعضهم، ويحبون بعضهم كإخوة، أريد منكم المساعدة، ومن أين أبدأ أرجوكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ azazaz حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

شكرًا لك على التواصل معنا، وأعانك الله على هذا الجهاد في تربية الأطفال، أقرّ الله بهم عيونكم.

من الواضح أنك قمت بجهد غير قليل في تنشئة هؤلاء الأطفال، والسؤال الآن أين والدهم ليقوم بدوره معك، فهؤلاء الأطفال وخاصة الصبيان الكبيران في حاجة كبيرة في هذه المرحلة لرفقة والدهم، أو إذا كان غير متواجد لسبب ما، فهم في حاجة لقدوة يقتدون بها من الرجال.
طبعا الأفضل والدهم إن وجد وإلا فهو العم، أو الخال، أو غيرهما.

وإذا حصل هذا فيمكنك أيضا التفرغ قليلا للبنتين، وخاصة الكبيرة منهن، فهن في حاجة لقدوة من النساء، وأنت خير من يقوم بهذا الدور.

طبعا ليس هناك من طريقة واحدة للوصول إلى ما ذكرت من أن أطفالك "أذكياء وواثقون من أنفسهم..." كما ورد في سؤالك، وما يناسب الواحد منهم قد لا يناسب الآخر، وهذا غير الفروق بين الجنسين.

وليس هناك وصفة واحدة لتحسن كل الأمور دفعة واحدة، فلا بد من التحديد الدقيق، وماذا تريدين من أطفالك.

إننا معشر الآباء والأمهات في كثير من الأحيان نريد الخير لأولادنا، إلا أننا لا نحدد وبشكل دقيق ما هي الأمور التي نريدها منهم، فلا بد من اتباع السنن الكونية في تحقيق ما نريد.

وعلى سبيل المثال إذا أردنا لأبنائنا نمو الذكاء، فعلينا أن نوفر لهم فرص نمو الذكاء من حسن التعامل معهم من الاحترام والتقدير، وتوفير البيئة التعليمية المناسبة سواء في البيت، أو المدرسة، وأن نتحاور معهم ونناقشهم، وأن نشتري لهم الكتب للقراءة والمطالعة....

وإذا أردناهم أن يتحلوا بالثقة في أنفسهم فعلينا تعزيز الإيجابيات الموجودة عندهم عبر ملاحظة هذه الإيجابيات، ومهما كانت صغيرة، ومن ثم تشجيهم وشكرهم عليها، ولا بد من تعويدهم تحمل شيء من المسؤولية وبحسب عمرهم...

وهكذا تلاحظين أنه لا بد في تربية الأطفال من تحديد الهدف والرؤية، ومن ثم اتباع السبيل الصحيح في تحقيق هذه الأهداف الواضحة التي وضعناها.

ويمكن أن يعينك على هذا، بالإضافة لقيام زوجك بدوره الهام، هو دراسة كتاب أو عدة كتب في مهارات تربية الأبناء، ومنها كتابي "أولادنا من الطفولة إلى الشباب" من مكتبة جرير عندكم.

وفقك الله، ويسّر لك الفلاح.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً