الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

بعد التوقف عن تعاطي المخدرات.. فقدت السيطرة على نفسي

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

كنت أعاني قبل عشر سنوات من تعاطي المخدرات، واستمريت عليها قرابة الثلاث سنوات، وإلى الآن وأنا أعاني من آثارها، فقد انتكست حياتي رأسًا على عقب، فقدت السيطرة على نفسي وعلى مشاعري، وصرت عصبي المزاج، وأحس بالنقص المستمر عند ملاقاة الناس، أو مواجهة عقبات الحياة، وأحس بالضعف، وأحيانا عند التفكير الشديد، أو التوتر، أحس بشد شديد جدًا في منطقة الرأس من الأمام مع الشعور بالغثيان، فما الذي حدث لي؟

أرجو تقديم النصح والعون لي مشكورين ومأجورين.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ khalid حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

إنه من الجميل فعلاً أنك تريد أن تُصلح نفسك، وهذا أمر إيجابي وممتاز، فيا أخي الكريم: اعرف واقتنع بأن لديك الطاقات الإيجابية المخزونة في ذاتك، والتي إن وظفتها توظيفًا صحيحًا تستطيع أن تتغير، فلا يكلف الله نفسًا إلا وسعها، لكن الأمور لا تأتي من تلقائها، فإن الله لا يغير ما بقومٍ حتى يغيروا ما بأنفسهم.

نعم أنت تعاطيت المخدرات فيما سبق، لكن - الحمد لله تعالى - قد تبت وأقلعت وندمت واسترشدت، وهذا في حد ذاته أمر جميل وطيب وإيجابي، ويجب أن تُكافئ نفسك على هذا، ومكافئة النفس تكون من خلال الثناء عليها، هذا ليس أمرًا مرفوضًا أبدًا، لكن بشرط ألا يُبالغ الإنسان في ذلك، ولا ينتفخ ذاتيًّا ولا يزكي نفسه تزكية مطلقة.

الأمر الآخر هو أن تضع برامج خاصة لتطور نفسك لتطور حياتك، موقفك من التعليم، موقفك من العمل، موقفك من المهارات الاجتماعية، بر الوالدين، أن تكون نافعًا لنفسك ولغيرك، وأن تكون لك خطط ومشاريع مستقبلية واضحة، وأن تضع الآليات التي توصلك إلى ذلك.

هذا هو الطريق الصواب الذي سوف يخلصك من كل هذه الأعراض التي تحدثت عنها: الانتكاسات، التوتر، الشعور بالنقص المستمر، هذا - أيها الفاضل الكريم – كله إحساس سلبي ناتج من أنك توقفت عن تعاطي المخدرات، وهذا أمر عظيم، لكنك لم تُدخل على نفسك إيجابيات، وهذه مشكلة، فأدخل على نفسك الإيجابيات حسب الأسس التي ذكرتها لك، -وإن شاء الله تعالى- سوف تحس بتحسُّنٍ كبير.

أيها الفاضل الكريم: أنصحك بأن تحرص على تنظيم الوقت، ضع برنامجًا يوميًّا تُدير من خلاله وقتك، والرياضة لا بد أن تكون جزءًا من حياتك، والنوم المبكر مطلوب، والصلاة مع الجماعة، أرجو أن تأخذ هذه الرسائل القصيرة مأخذ الجد، -وإن شاء الله تعالى- سوف تجني فائدتها.

أيها الفاضل الكريم: لا أعتقد أنك تحتاج لعلاج دوائي، لكن لا بأس من أن تتناول أحد مضادات القلق البسيطة، والتي أرى أنها سوف تزيل عنك التوتر والقلق، والدواء يعرف تجاريًا بالمملكة (جنبريد)، ويسمى علميًا باسم (سلبرايد)، ويسمى تجاريًا أيضًا (دوجماتيل)، الجرعة التي تحتاجها جرعة صغيرة، وهي أن تتناول كبسولة واحدة ليلاً لمدة أسبوعين، ثم اجعلها كبسولة صباحًا ومساءً لمدة شهرين، ثم كبسولة واحدة يوميًا لمدة شهر ونصف، ثم توقف عن تناول الدواء، والدواء سليم وفاعل، ويوجد منتج سعودي ممتاز جدًّا، وسعره رخيص جدًّا.

أسأل الله لك العافية والتوفيق والسداد، وأشكرك على التواصل مع استشارات إسلام ويب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً