الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل القلق والتوتر والوساوس تسبب أعراضا عضوية؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله

قبل سنة وفي رمضان في صلاة الفجر في التشهد الأخير؛ أحسست بخفقان بالقلب, وكأن روحي تسحب (شعور لا يوصف) لدرجة أني لم أقرأ التشهد الأخير, وسرعان ما سلّم الإمام, وأنا أرى الخارجين من المسجد, فذهلت من هول ما حصل لي, ثم ذهبت الأعراض.

بعدها بـ 6 أشهر أتتني، حيث كنت أعاني من أرق في النوم, ثم ذهبت للطبيب, ووصف لي علاج زيلاكس, ثم ذهبت للبيت وتناولته، علماً أني تناولته وأنا على جوع, وبعدها بـ 10 دقائق عادت لي الأعراض, ولكن بشكل أقوى من قبل, ومن بعدها وإلى هذا اليوم وأنا أوسوس أني سأموت, وتأتيني الأعراض بين الحين والآخر, فما تشخيصكم؟ علماً أني لا أريد أدوية نفسية, أريد العلاج السلوكي فقط.

سؤال آخر: هل القلق والتوتر والوساوس تسبب أعراضا عضوية, مثل الم الصدر, ووخزات قلبية؟ وكيف أعرف أني أصبت بنوبة هلع أو فزع؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ زياد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أقول لك باختصار شديد وبوضوح شديد: الحالة التي أتتك نسميها في الطب النفسي (نوبة الهرع/الفزع) وهي بالفعل مزعجة جدًّا لصاحبها، لكنها ليست خطيرة أبدًا، والعلاج الذي أعطاه لك الطبيب –أي العلاج الدوائي– هو علاج صحيح جدًّا.

نوبات الفزع أو نوبات الهلع هي نوع من القلق النفسي المفاجئ، ويُعرف عن القلق النفسي أنه ينتج من إفرازات كيميائية حادة في الجسم، هنالك مادة تُسمى بالأدرينالين حين تُفرز بكميات كبيرة تؤدي إلى تسارع في ضربات القلب, وإلى تحفز عام في عضلات الجسم وانشداد هنا وهناك، مما يؤدي إلى انقباضات عضلية، خاصة في منطقة الصدر، تعطي الإنسان الشعور بأنه مُصاب بمرض في القلب أو شيء من هذا القبيل.

والحالة هذه –أيها الفاضل الكريم– ليست حالة عضوية، هي حالة نفسية لكنها تظهر في شكل أعراض نفسوجسدية, أرجو أن يكون هذا الكلام واضحا بالنسبة لك.

عقار (سيلاكس) والذي يعرف باسم (إستالوبرام) متميز، لكن يجب أن تستمر عليه لمدة لا تقل عن ستة أشهر، وأنا أفضل أن تصل الجرعة العلاجية إلى عشرين مليجرامًا في اليوم، لكن هذا الأمر سوف أتركه فيما بينك وبين طبيبك المعالج.

بالنسبة للعلاجات السلوكية، عليك بالتالي:

أولاً: أن تفهم طبيعة الحالة، وها أنا قد شرحتها لك باختصار وبوضوح.

ثانيًا: أن تصرف انتباهك عن هذه الأعراض تمامًا, من خلال ألا تفكّر فيها كثيرًا، وأن تشغل نفسك بما هو جيد ومفيد، وتملأ فراغك تمامًا.

ثالثًا: تتدرب على تمارين الاسترخاء، وإسلام ويب لديها استشارة تحت الرقم: (2136015) أرجو أن ترجع إليها وتتبع التعليمات والإرشادات الموجودة بها، فهي مفيدة، وأؤكد لك –أخي زياد– أن علاج الاسترخاء هو أفضل علاج سلوكي.

رابعًا: ممارسة التمارين الرياضية، أي نوع من الرياضة، رياضة المشي، رياضة الجري، كرة القدم، هذا كله مفيد.

خامسًا: استثمار حياتك وأن تجعلها إيجابية، وأن تطور مهاراتك، هذا –أيها الفاضل الكريم– كله يصرف الانتباه تمامًا عن نوبات القلق والفزع والهرع وكذلك الوساوس.

سؤالك: هل القلق والتوتر والوسواس تسبب أعراضا عضوية؟
نعم.. قد تؤدي إلى الرعشة، قد تؤدي إلى انقباضات في عضلات الصدر، في عضلات البطن، أسفل الظهر، قد تؤدي إلى الشعور بالصداع، هذه كلها أعراض جسدية وليست عضوية، وهي ناتجة من القلق, فأرجو أن يكون الأمر قد اتضح بالنسبة لك.

سؤالك: كيف أعرف أنني أصبت بنوبة هلع أو فزع؟
نوعية الأعراض التي حدثت لك هي نوبة الفزع أو الهلع، لكن لا أريدك –أيها الفاضل الكريم– أن تشغل نفسك بها، تجاهلك لها مهم، لا تبحث عنها أيها الفاضل الكريم.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وأسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً