الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أتناول الباروكساتين ولكني لم أشعر بتحسن من الخوف!!

السؤال

إلى الدكتور القدير/ محمد عبد العليم حفظه الله ووفقه:

ذهبت -كما نصحتني- إلى أحد الأطباء الاستشاريين، وشرحت له ما أعاني منه، فوصف لي دواء (Paroxat – 10) وأخبرني أن آخذ نصف حبة ( 5 ملجم بعد إفطار رمضان، ونصف حبة 5 ملجم بعد السحور) لمدة أسبوعين، ووصف لي دواء (Inderal – 40)، وأخبرني أن آخذ نصف حبة ( 20 ملجم عند اللزوم – قبل المناسبات)، أيضاً الطبيب أخبرني أن أعمل موعداً مع أخصائية علاج سلوكي في نفس العيادة؛ لمساعدتي في عمل بعض التمارين. الخ.

وطلب أن يراني بعد أسبوعين لمتابعة حالتي، وبالفعل بدأت باستخدام الباروكسات كما أوصاني الطبيب لمدة أسبوعين.

ذهبت -أيضاً- إلى أخصائية العلاج السلوكي، وأعطتني بعض الإرشادات التي -بإذن الله- ستساعدني على تجاوز ما أعاني منه، بعد انتهاء الأسبوعين رجعت إلى الطبيب، وأمرني أن أستمر على الباروكسات لمدة شهر بنفس الجرعة السابقة (5 ملجم مرتين يومياً) وقال لي: أريد أن أراك بعد شهر.

أيضاً أخصائية العلاج السلوكي طلبت مني الحضور إلى العيادة بعد أسبوعين، وإلى الآن لم أشعر بأي تحسن، فهل هذا دليل على أن الجرعة غير كافية لمثل حالتي؟

بخصوص الباروكسات، لم أعان -ولله الحمد- من أعراض جانبية سوى إحساس بسيط بالتقيؤ ( لوعة) أريد أن أعرف رأيك بكمية الجرعة التي أستخدمها، هل هي كافية، أم يفترض زيادة الجرعة؟

ماهي الفائدة من تجزئة الجرعة إلى نصفين؟ هل لو أخذت حبة 10 ملجم في اليوم سيعطي نفس مفعول 5 ملجم مرتين في اليوم؟

وفقك الله -يادكتورنا الفاضل- لكل خير، وأثابك على ما تقدم جزيل الثواب.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ S A Q حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أخي: أشكرك على اتخاذك الإجراء الصحيح، وهو أنك ذهبت وقابلت الطبيب المختص، وكذلك الأخصائية النفسية، فأنت هنا مازجت بين الإرشاد النفسي والعلاج الدوائي، وهذا هو المفروض في مثل هذه الحالات.

أعتقد أن لديك بوادر تحسن، وهذا أمر جيد، وأنت ذكرت أنك لم تشعر بأي تحسن حتى الآن، لكن أعتقد أن هنالك بعض البوادر الإيجابية على الأقل مستوى القلق عندك أصبح أقل مما كان عليه، وفكرة قبولك للعلاج نفسه من وجهة نظري هي تحسن.

بالنسبة لجرعة (الباروكستين) أنا أرى أن الجرعة صغيرة، فالطبيب -جزاه الله خيراً- كان حذراً جداً، وأراد أن يعطيك الدواء بتدرج بطيء؛ حتى لا تحس بآثاره الجانبية، لذلك: شاور طبيبك، وأنا أرى أن الجرعة -الآن- يمكن أن تصل إلى 20 مليجرام في اليوم، وتجعل 10 مليجرام يومياً لمدة ثلاثة، أو أربعة أيام، ثم ترفع إلى 20 مليجرام يومياً، وهذه قد تكون الجرعة المعالجة، علماً بأن بعض الناس يحتاجون إلى 40 مليجرام في اليوم، فلا تنزعج أبداً.

عدم شعورك بالتحسن المضطرد ناتج من أن جرعة الدواء صغيرة، -وإن شاء الله تعالى- الطبيب يعدلها لك، و(الزيروكسات) يمكن أن يؤخذ كجرعة واحدة؛ لأن عمره النصفي في الدم حوالي 36 ساعة، فليس هنالك ما يدعو لتناوله على جرعتين إلا في حالات، فمثلاً: إذا رأى الطبيب أن المريض لن يتحمل الدواء من حيث الآثار الجانبية السلبية في هذه الحالة يتم تناول الدواء مرتين في اليوم، والحمد لله تعالىف أنت تخطيت مراحل مهمة جداً، وهي مراحل الآثار الجانبية للدواء، وهذا في حد ذاته إنجاز ممتاز جداً من وجهة نظري، وبعد ذلك -إن شاء الله تعالى- تسير في الخطوات العلاجية الدوائية التي ذكرتها لك، لكن يجب أن يكون هذا بعد موافقة طبيبك.

وعليك بالمثابرة والاجتهاد في تحقير فكرة الخوف، وأن تمنع الاستجابة السلبية وتواجه، وتكون إيجابياً، وهذا -إن شاء الله تعالى- تستطيعه، وأنا متفائل جداً أن استجابتك العلاجية سوف تكون ممتازة جداً؛ لأن الجدية واضحة من الخطوات التي قمت بها حتى الآن.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيراً.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً