الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الإجهاض في بداية الزواج..أسبابه والوقاية منه

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

عمري 22 سنة، متزوجة منذ سنة، وحملت بعد شهر من زواجي وأجهضت بعد 6 أسابيع بسبب توقف نبض الجنين، ثم حملت مرة أخرى مباشرة بعدها، وأجهضت بعد 8 أسابيع بسبب عدم ظهور النبض، ثم ارتحت لمدة دورتين، ثم حملت بعدها، وأخذت مثبتاً للحمل لمدة 3 أشهر، بالإضافة إلى الكورتيزون، وبالإضافة إلى الإسبرين.

واستمر الحمل حتى الشهر الخامس خاليا من أي صعوبات أو خلل، لكني كنت أمارس حياتي الطبيعية والأعمال المنزليه بشكل طبيعي جداً.

لا أنكر إنني حملت أشياء ثقيلة أحيانا، وكنت في الشهر الرابع ثم الخامس، وكنت أعتقد أنني انتهيت من مرحلة الخطر، وهي الثلاثة الأشهر الأولى كما قال لي الطبيب المتابع.

في يوم 1/8 بعد عيد الفطر مباشرة، خرجت طوال النهار، ومشيت كثيراً، وفي منتصف الليل حدث جماع، وفي الصباح شعرت بألم شديد أسفل البطن، وأجهضت مباشرة بعدها في المستشفى؛ بسبب توسع 2سم في عنق الرحم، ونزول جزء من كيس الجنين ثم نزول ماء الجنين، مع العلم أنه تم فحصي بالسونار وكان الجنين في حالة ممتازة، ونبضه طبيعي، لكن نزول الكيس كان السبب الرئيسي للإجهاض، وكان هذا في نهاية الشهر الخامس.

أسئلتي هي: هل الجماع هو السبب الرئيسي للإجهاض أم تعب اليوم السابق كان له الأثر؟ علما بأنني قبلها بيومين كنت عند الطبيب ولم يلاحظ أي توسع، فهل التوسع يحدث فجأة وبهذه السرعة عند التعب الشديد، أم يحدث بطريقة تدريجية حتى لو تعبت المرأة الحامل؟

متى أستطيع أن أعاود الحمل مرة أخرى؟ علما بأن البعض قالوا لي: إنه يجب الانتظار أكثر من شهرين، والطبيب يقول لي انتظري دورتين بعد النفاس، ثم عاودي الحمل إذا أردت، فما هو الوقت المناسب للحمل بعد الإجهاض بحيث يكون الرحم عاد لحالته الطبيعية، وعضلات الرحم وعنق الرحم تعود قوية بما فيه الكفاية لحمل الجنين؟

قال طبيبي المتابع: إنني أحتاج إلى ربط عنق الرحم، أو ما يسمى عندنا بقطبة عنق الرحم، وأنا أرغب في الحمل بمجرد أن يسمح لي، فهل قطبة عنق الرحم توجب علي الجلوس في المنزل وعدم الحركة؟ لأنني حاليا أتدرب في المستشفى التابع للجامعة، وهذه آخر سنة وبعدها أتخرج، ولكنني أرغب في الحمل متى سمح لي بذلك، ولا أرغب بتأجيله نهائياً، فما رأيكم؟

منذ أسبوع بدأت أعاني من ألم في عظم العصعص عند الجلوس لفترات طويلة، خصوصا على كرسي صلب، ويستمر هذا الألم لفترة ثم يختفي، ويعود عند الجلوس في أي مكان حتى لو كان المكان ناعماً، فما نصيحتكم؟ وهل يؤثر ذلك على الحمل مستقبلاً؟ وجزاكم الله كل خير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سجود حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

يحدث الإجهاض في الشهور الأولى من الحمل بسبب خلل في الكروموسومات الوراثية أو الجينات، خصوصا مع المنشطات والإبر التفجيرية، ولذلك يفضل عدم تناول منشطات في الفترة القادمة، والاعتماد على برنامج علاجي وغذائي لتحسين حالة المبايض والتبويض؛ لأن السبب في ذلك يرجع إلى تكيسات المبيض، وفيها يحدث خللٌ في التوازن الهرموني ونقص في إفراز هرمون البروجيسترون خلال النصف الثاني من الدورة الشهرية، يؤدي إلى وجود بطانة رحم ضعيفة لا تسمح بتعشيش البويضات المخصبة ونموها النمو الطبيعي، فيموت الجنين بعد عدة أسابيع من الحمل.

وننصح دائما بالانتظار مدة لا تقل عن ستة شهور لإعادة تظيم الدورة الشهرية وإعادة بناء بطانة الرحم، وعلاج ما قد يظهر من أسباب للإجهاض المتكرر، وبالتالي يجب إجراء بعض التحاليل وعرض النتائج على الطبيبة المعالجة للاطمئنان، وهذه التحاليل هي FSH - LH -- PROLACTIN- TSH- ESTROGEN -TESTOSTERONE ثاني أيام الدورة، ثم إجراء فحص هرمون PROGESTERONE في اليوم 21 من بداية الدورة، مع عمل السونار على المبايض خصوصا في منتصف الدورة للاطمئنان على التبويض.

والإجهاض لا يحدث لسبب واحد، ولكنها عدة أسباب مشتركة، منها: عدم متابعة الحمل سواء بالسونار أو متابعة أخذ هرمون التثبيت والأسبرين وفوليك أسيد، ومنها: الإجهاد الزائد بما في ذلك حمل الأشياء الثقيلة، والجماع، ومنها مشاكل في الجينات أو الكروموسومات وضعف الجنين، ومنها انفصال جزئي أو كلي في المشيمة، ومنها الأمراض المتعلقة بالفيروسات والفطريات.

ولذلك وبعد مرور تلك الفترة، والاطمئنان على الهرمونات والمبايض والرحم، يجب متابعة الحمل في مركز صحي أو طبيبة نسائية؛ لمتابعة الوزن والضغط وتحليل صورة دم وتحليل بول وزلال، وتحليل الفيروسات CMV، ومرض Toxoplasmosis، وعمل عملية ربط عنق الرحم بعد استقرار الحمل إذا نصح الطبيب المعالج بذلك، مع تناول فيتامينات مثل كبسولة Materna كبسولة واحدة يوميا وتناول حبوب Ferose F التي تحتوي على فوليك أسيد وحديد لعدة شهور، مع تناول كبسولات فيتامين (د) وحبوب الكالسيوم، والتغذية الجيدة، ولتنظيم الدورة الشهرية ولإعادة بناء بطانة الرحم بشكل جيد يمكنك تناول حبوب منع الحمل ذات الهرمونين لمدة 3 شهور، ثم تناول فيها حبوب دوفاستون التي لا تمنع التبويض ولا تمنع الحمل، وجرعتها 10 مج، تؤخذ قرصاً مرتين يوميا من اليوم الـ16 من بداية الدورة حتى اليوم الـ26 من بدايتها، وذلك لمدة 3 شهور أخرى، حتى تنتظم الدورة -إن شاء الله-.

كذلك يمكنك تناول أقراص جلوكوفاج وهو دواء يستخدم لعلاج مرض السكري، من خلال مساعدة الأنسولين الداخلي في الدم على العمل الجيد، وفي حالتك يستخدم لمساعدة المبايض على التبويض الجيد ويؤخذ قرصاً 500 مج بعد الغداء والعشاء لنفس المدة.

وكذلك يجب الاهتمام بأكل الفواكه والخضروات بشكل يومي، لأن ذلك يساعد على علاج التكيس، ومن الأشياء الطبيعية المذكورة في علاج التكيس من خلال التجارب الشخصية: أعشاب البردقوش، وتشرب مغلية مثل الشاي، ويمكن شربها مرتين يوميا فهي تساعد على التبويض الجيد، وهناك مغلي مطحون الشعير، ويعرف بالتلبينة النبوية، وهو مفيد للمناعة ولعلاج الإمساك والهضم، وعلاج مشاكل المبايض، كذلك فإن حليب الصويا أو كبسولات فيتو صويا من الأشياء الطبيعية التي تحسن من آداء المبايض، وتساعد على التبويض الجيد، وعلى انتظام الدورة الشهرية.

حفظك الله من كل مكروه وسوء، ووفقك لما فيه الخير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً