الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أخي يعاني من الخجل والرهاب فكيف نساعده؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أولاً: أريد أن أتقدم بالشكر لكل القائمين على الاستشارات, وأتمنى أن أجد الجواب على مشكلتي هنا.

في حقيقة الأمر، المشكلة تخص أخي البالغ من العمر 19 سنة, إلا أنه يؤرقنا جميعاً.

يعاني أخي من الخجل الشديد منذ طفولته, وأظن أنه يعاني أيضاً من رهاب اجتماعي, فهو لا يعبر عن نفسه أمام الناس، ولا داخل الفصول الدراسية، إلا أنه معنا نحن أفراد أسرته والأشخاص المقربين منه شخص عادي.

هذا الرهاب قد سبب له مشاكل عديدة, أدت إلى فشله الدراسي, حيث إنه غير مبال نهائيا بدراسته, فهو لا يستطيع حتى قراءة نص داخل الفصل, كما أنه كلما تقدم في العمر أصبح كثير التغيب؛ وذلك لخوفه من مواجهة الناس.

في الوقت الحالي أصبح حبيس المنزل, حتى وإن عرض عليه ابن خالتي الخروج معه يرفض أخي, فلا يستطيع التحدث، والأكل أمام الغرباء، ولو كان له غرض فهو لن يستطيع طلبه, فلا يستطيع الذهاب إلى محل البقالة لشراء شيء ما، ويقضي وقته كله أمام الحاسوب, مع العلم أنه متفوق في علوم الحاسوب, حتى أصبح مدمنًا عليه، تبدو عليه علامات الاكتئاب, كما يبدو لنا, وذلك لأنه يتخذ النوم والحاسوب كنوع من الهروب.

ربما يكون السبب فيما يعانيه هو العنف اللفظي أو الجسدي أحياناً الذي تعرض له خلال الطفولة، أو بسبب إهمال والدي له.

سبق وأن زار طبيباً نفسيًا في السنة الماضية, ووصف له دواء لا أتذكر اسمه, ربما كان باروكسيتين -لست متأكدة-، إلا إنه لم يعط نتيجة, فهو لم يكمل العلاج خوفًا من الإدمان عليه, حيث كان يشتكي من بعض الأعراض: كالانفصال عن الواقع، والتي اتضح من بعد أنها كانت بسبب تجربته لأحد أنواع المخدرات لمرة واحدة فقط.

أرجو إفادتنا حول ما يمكننا فعله لمساعدته, فالحال التي وصل لها تؤلمنا وتشغل بالنا.

ملاحظة: المعلومات الواردة مع الاستشارة تخص أخي.

جزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ najoua حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نشكرك على ثقتك في إسلام ويب، وعلى اهتمامك بأمر أخيك هذا، والذي أسأل الله تعالى له العافية والشفاء.

هذا الأخ بالتأكيد يعاني من صعوبات نفسية، فهو منسحب اجتماعيًا، والذي يظهر لي: أن كفاءته ومهارته الاجتماعية أصبحت محصورة جدًّا، وربما يكون الإدمان على الإنترنت قد ساعد في ذلك، وبما أنه لم يستجب (للباروكستين) بصورة جيدة، فأرى أنه من الضروري أن يُعرض على الطبيب النفسي.

الحالة تحتاج لمعرفة التشخيص، هنالك حالات تشبه الخوف الاجتماعي أو الرهاب الاجتماعي، لكن في حقيقتها ليست خوفًا اجتماعيًا، فهنالك أنواع معينة من الاكتئاب، قد تظهر في شكل انزواء، وانقطاع، وضعف في المهارات الاجتماعية، وهنالك أنواع من مرض الفصام أيضًا يحدث فيها شيء من التدهور الاجتماعي، وعدم التفاعل الإيجابي، وتدهور المستوى الدراسي.

فالذي أريده هو أيتها الفاضلة الكريمة: أن تذهبوا بهذا الابن - حفظه الله -، وتقابلوا الطبيب النفسي، وتشرحوا له الأمور بدقة وتفاصيل، وأنا متأكد أن الطبيب حين يصل للتشخيص الصحيح سوف يعرض عليكم الآليات العلاجية المطلوبة، من حيث العلاج الدوائي، والعلاج الاجتماعي، والعلاج النفسي التأهيلي، فكلها مطلوبة في حالة هذا الشاب، وإذا التزم بها التزامًا قاطعًا، وكان هنالك تأكيد قاطع أيضًا أنه لا يتعاطى المخدرات، أرى أن فرصة تحسُّنه كبيرة جدًّا.

أود أن أنبه: أن الكثير من الحالات النفسية، وحتى العقلية، تعقدت وتشابكت وأصبحت مقاومة للعلاج، ولم يتحسَّن من يعانون منها؛ نتيجة للتأخير في عرضهم على الأطباء، وعدم تناول العلاج المطلوب في الوقت المطلوب، فسارعوا واذهبوا بأخيكم هذا - جزاكم الله خيرًا - إلى الطبيب.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً