الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تعلقا ببعضهما لكنهما لا يستطيعان الزواج .. فما الحل؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

قبل نحو 6 سنوات - أي في أيام الدراسة - كنت دائما أساعد الشباب والبنات على المذاكرة والاستعداد للامتحانات.

ذات يوم قمت بمساعدة فتاة في الامتحانات لمدة 5 أيام من ساعة إلى ساعة ونصف يوميا، وعند دخولها للامتحان واللجان ظلت تكلمني كل يوم، وقد لاحظت أنها قد تعلقت بي، لاحظت ذلك في وقت متأخر جدا، ولم أجرؤ على مصارحتها، واستمر الحال لشهور بسبب خجلي، ومعاناتي من الرهاب الاجتماعي.

بعد فترة لاحظت أنني قد تعلقت بها، وليس حبا بل أمرا شبيه بالعشرة، أي لم أعد أستطع التخلي عنها، ولسوء الحظ استمر ذلك لسنوات عدة، وعند تقدم أي شاب لخطبتها تقوم برفضه مباشرة؛ لأنها تنتظرني أن أخطبها.

في السنوات التي مرت التقينا أكثر من مرة، ووقعنا في بعض المعاصي، لم أستطع أن أعدها بالزواج؛ وذلك لرفض أهلي لعدة أسباب ظنا منهم أنها لا تناسبني.

لقد صارحتها بذلك لأخفف عن نفسيتي المدمرة، فمرضت مرضا شديدا، وسافرت للعلاج، وتدهورت حالتها الصحية وتعالجت بعض الشيء، ولكنها ظلت ترفض أي شخص يخطبها.

لم يستطع والداها إجبارها على الزواج ورفضها أي شخص، (إما أنا أو لا أحد غيري) ظننت في البداية أنها مسألة وقت فقط، ولكنها كبرت في السن وظلت ترفض أي شاب يتقدم لخطبتها.

أنا الابن الأصغر في العائلة، وحاولت إقناعهم ولكنهم لم يتقبلوا الفكرة، وحتى لو فرضت عليهم بالقوة، أعرف بأن أمي لن تسامحني ما حييت، وقد كرهت موضوع الزواج من الأصل!

أرجوكم كيف أخرج من هذا الجحيم؟ نفستي مدمرة وأدع الله في كل صلاة، وتبت إلى الله، متوسلا المساعدة، وأن الله سبحانه وتعالى يعلم أني لم أفعل ذلك للعبث بأعراض الناس.

أرجو عدم لومي؛ لأني أعلم حجم المشكلة التي اختلقتها لنفسي، وعلى دراية كاملة بحجم الأخطاء التي ارتكبتها.

وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عضو بالموقع .. حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. وبعد:

مرحبا بك في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والسؤال، ونحيى فيك المشاعر النبيلة، والضمير الحي الذي دفعك للتفكير في إصلاح الخلل، وتدارك الوضع، ونتمنى أن تجد من يقنع الوالدة والأسرة، وننصحك بإيقاف التواصل معها، حتى تتمكن من وضع العلاقة في إطارها الصحيح.

لست أدري لماذا ترفض الوالدة؟ وهل لها رأي في الفتاة، أم لأنك فاجأتهم بها، أو لأنك أسست علاقة معها خارج الأطر الشرعية، أم خوفا من كلام الناس؟

معرفة الأسباب الفعلية تعيننا جميعا على اكتشاف المدخل المناسب، ونتمنى أن تكونوا قد تبتم من التجاوزات؛ لأن التوبة من أكبر الطاعات والحسنات، وهي سبب من أسباب توفيق رب الأرض والسموات، والتوبة ضرورية في كل الأحوال.

نقترح عليك ما يلى:
- الاستمرار في الدعاء والإلحاح فيه.
- ربط إحدى محارمك بالفتاة، حتى تحصل المعرفة تمهيدا لوقوفها معك.
- زيادة البر بالوالدة.
- تذكير الوالدة بأن الإنسان لا يرضى مثل هذا لبناته وأخواته، فلماذا نرضاه لبنات الناس؟
- إدخال الوساطات من العقلاء والدعاة والفاضلات.
- مساعدة المحتاجين ليكون العظيم في حاجتك.
- إزالة مخاوف الوالدة.

هذه وصيتنا لكم: بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه والصبر، فإن العاقبة للصابرين.

نتمنى أن لا تظهر العناد لأسرتك، كقولك: كرهت موضوع الزواج، أو نحو ذلك من الأفكار التي تزيد من حدة التوتر، أرجو أن تجد من يتكلم بلسانك.

نكرر لك الشكر على شعورك تجاه الفتاة، ومحاولاتك للتصحيح، ونسعد بالاستمرار في التواصل مع موقعك، ونسأل الله أن يجعل لكم فرجا ومخرجا، وأن يهيئ لكم من أمركم رشدا.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • السودان احمدعبدالرحمن

    أعاني من نفس المشكلة...وأدعو الله أن يفرج عنك ويحل مشكلتك ويغفر لك ولي ولجميع المسلمين

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً