الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أشكو من الرفة بلا سبب وجرثومة المعدة والخوف من الأمراض الخطيرة

السؤال

السلام عليكم

أريد إخباركم بمشكلتي كاملة، عمري 29 سنة، بعد زواجي بثلاث سنوات رزقت بحمل طبيعي، وأول الحمل بدأت معي رفة القلب واستمرت معي لآخر الحمل، وكنت أسأل دكتوري ويقول هذا بسبب الحمل، بعد الولادة مباشرة استمرت معي الرفة، ورزقني ربنا بحمل جديد –والحمد لله-، واستمرت معي رفة القلب، ومرة وأنا في الشهر السابع أكلت من مطعم وتأثرت مع أن زوجي لم يتأثر، أصابني استفراغ ودوخة، وصارت دقات قلبي سريعة، وذهبت للمستشفى ودقات قلبي تتزايد حتى وصلت 300، وظلت متسارعة لمدة 12 ساعة، ولم يعرفوا ماذا يفعلوا لي، غيروا لي غرفتي فقط طلبا لتهوية أفضل –والحمد لله- بالصدفة رجعت دقات قلبي طبيعية، من 90 إلى 120.

وعملت جميع الفحوصات: دم وتصوير وإيكو للقلب –والحمد لله- كان كل شيء طبيعيا، وأعطوني أدوية، وولدت بشكل طبيعي، واستمرت الرفة معي لمدة 8 شهور بعد الولادة، وبعدها انقطعت فأوقفت أخذ الدواء، كان يناسب الحمل لكني نسيت اسمه، في هذا الوقت كان زوجي مسافرا للدراسة وبدأت معاناتي من جديد، صارت عندي رفة وألم في المريء؛ لأنه كانت عندي مشاكل كثيرة ودائما أكون غاضبة، وعملت تنظيرا للمعدة –والحمد لله- ولا يوجد شيء، غير ارتخاء في صمام المعدة يسبب الارتجاع، وامتنعت عن الكولا والشوكولاتة، لكن استمر كل شيء يوجعني.

وسافرت مع أطفالي إلى ألمانيا والوجع والألم والرفة تلازمني، وكثير كانوا يقولون أن هذا عين، لأني أنشر على الفيسبوك كم أنا سعيدة في ألمانيا، تجاهلت هذا الكلام وبدأ زوجي بعمل فحوصات لي من الألف إلى الياء، إيكو وفحوصات دم شاملة وهولتر، طلع معي خلال مراقبة 24 ساعة وجود 27 رفة، وتبين أنها أذينية، وعرضها على أكثر من دكتور وقالوا أني لا أحتاج لدواء، لكن إذا كنت مزعجة أعطوني دواء خفيفا، لكني خفت منه لأن له علاقة بضغط الدم، ومن فحص المنظار تبين أن عندي بكتيريا الهليكوباكتر في المعدة لكن خفيفة، أخذت العلاج الثلاثي –والحمد لله رب العالمين- تخلصت منها.

الآن الرفة تذهب وتعود، خلال هذا الوقت بعد سفري لألمانيا عشت حالة نفسية سيئة جدا لفترة طويلة، دائما أفكر بالموت لدرجة الهلوسة، الله يبعده عنا وعنكم، وكل تفكيري في الأمراض الخطيرة، الله يعافينا ويبعدها عنا، والحمد لله قرأت كثيرا على موقعكم وصفحات أخرى وتجاوزت هذه المرحلة، آسفة على الإطالة، لكن أحببت أن تطلعوا على كامل التفاصيل.

وشكرا لكم، جزاكم الله خير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ماهرة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد وكل عام وأنتم بخير.

أيتها الفاضلة الكريمة، هذه الرهبة القلبية التي أتتك وما يُصاحبها من أعراض جسدية اتضح وبما لا يدع مجالاً للشك أنها ليست عضوية المنشأ، يعني ليس لديك مرض في القلب، أو أحد أعضاء جسدك مثل الغدة الدرقية والتي يعرف عنها أن مرضها قد يؤدي إلى تسارع في ضربات القلب.

أنت سليمة، أنت في حالة صحية ممتازة جدًّا، وكل الذي أراه أن الأمر متعلق بشيء من القلق البسيط، القلق قد يؤدي إلى مثل هذه الأعراض.

وباكتيريا (الهليكوباكتر Helicobacter) منتشرة جدًّا، وتُصيب عددا كبيرا جدًّا من الناس، وحين تُعرف فعلاجها سهل جدًّا عن طريق التركيبة الدوائية المتكونة من ثلاث أدوية معروفة ومعلومة، وأنا متأكد أن الطبيب المعالج قد قام باللازم حيالك.

كل الذي أراه - أيتها الفاضلة الكريمة - أن الحالة هي نفسوجسدية، وهي من النوع البسيط، ولا أعتقد أن درجة القلق التي لديك هي درجة مرضية، قد يكون قلقًا فعّالاً إيجابيًا لكنه خرج عن الحد المطلوب، لذا جعلك تحسين بالأعراض التي أصبحت تلازمك، - والحمد لله تعالى - الآن وضعك سليم جدًّا، وأنا أريدك أن تكوني أكثر تفاؤلاً، وأن تعيشي حياتك بكل قوة وحيوية وجدية، وتصرفي انتباهك تمامًا عن هذه الأعراض.

وممارسة تمارين الاسترخاء والرياضة، وتحفظك من تناول الشاي والقهوة والشكولاتة والكولا – كما ذكرت – هذه أيضًا تحوطات ممتازة جدًّا، تؤدي إلى إجهاض تسارع ضربات القلب من النوع المزعج، وهو خاصية فسيولوجية وليست خاصية مرضية.

إذا استمرت عندك الأعراض فليس هنالك ما يمنع أن تستعملي مجموعتين من الأدوية بجرعة صغيرة وخفيفة، المجموعة الأولى تعرف بكوابح البيتا، ومنها عقار كونكور أو عقار إندرال، وهي معروفة تمامًا للأطباء، والدواء الثاني هو أحد مضادات القلق، وهي كثيرة جدًّا، قد تحتاجين لعقار مثل (فلوبنتكسول) والذي يعرف تجاريًا باسم (فلوناكسول) بجرعة بسيطة جدًّا ولمدة قصيرة، لا تتعدى شهرين إلى ثلاثة.

الوضع مطمئن جدًّا، وأسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد، وكل عام وأنتم بخير، ونشكرك على ثقتك وتواصلك مع استشارات إسلام ويب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • السعودية يااارب اشفني

    الله يشفيك ويعافيك
    أختي أعراضك نفس اعراضي والخفقان يجيني فجأه لدرجة ما اقدر اتحكم با أعصابي مو عارفه فين اروح اجلس ابكي واخاف اروح المستشفى وانا اصلا معايا جرثومة المعده وأسأل الله العلي القدير ان يشفينا ويشفي جميع مرضى المسلمين

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً