الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لدي ضيق في صدري وهم وتأنيب للضمير.. ماذا أفعل؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

عندي عدد من المشاكل، أتمنى أن أجد الحل في هذا الموقع الجميل.

أنا شاب عمري20 سنة، أمارس العادة السرية، ولست راضيًا أبدًا على ممارستها، ولا أعلم كيف أتخلص منها؟

المشكلة الثانية: لدي آلام شديدة في جميع أماكن ظهري في لوح الكتف أكثر، يصاحبها ضيق في التنفس، وعندما آخذ نفسًا عميقًا يزداد الألم، وأيضًا تأتيني هجمات دوار أحيانًا بسبب ألم الظهر، ولدي صوت طقطقة بدون نهاية في جميع أماكن جسدي، الكوع والكتف حتى أصابع يدي.

المشكلة الثالثة: أني مهموم طوال الوقت، لدي ضيق في صدري، وتأنيب الضمير، وأيضًا لدي ضعف في الذاكرة.

المشكلة الرابعة: أنا لم أخرج من المنزل منذ سنتين تقريبًا، والمشكلة عندما أبتعد عن البيت بضع أمتار تأتيني نوبات هلع قوية، ووسواس مستمر، وإرهاق وتعب شديد، وخمول.

إخواني وأبي للأسف لا يذهبون بي لدكتور ويكرهونني كثيرًا، وأنا لا أعرف ماذا أفعل؟ زواجي بعد سنتين، وأنا بحاجة للمال، وأنا في هذه الحالة، كيف أشتغل؟ أعتذر عن الإطالة، أرجوكم، أريد حلا كرهت الحياة بسبب ما أعانيه، أرجو الرد سريعًا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ هارون حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أيها الفاضل الكريم: كيف لا تستطيع أن تتوقف عن العادة السرية؟ الأمر سهل جدًّا، فالعربة (السيارة) إذا ضغطنا على كوابحها (الفرامل) سوف تتوقف، وهي آلة، فكيف بنا نحن البشر –نحن الناس– خلقنا الله تعالى بالعقل، هذا الدماغ الذي يحتوي على اثني عشر مليون خلية يعمل بتناسق عظيم، ليوجهنا من الناحية الفكرية والناحية المعرفية، ليوجهنا نحو الصواب ونحو الخطأ، نحو الحق ونحو الباطل.

فيا أيها الفاضل الكريم: لا ترمي بضعفك على الآخرين، تحمل مسؤوليتك حيال نفسك، وحرر نفسك من هذا الاستعباد، وأقصد بذلك استعباد العادة السرية، أنت شاب، تستطيع أن تتغير، تستطيع أن ترى الحياة بصورة جميلة جدًّا، ولا تأسى على ما فاتك، لكن يجب أن تسعى لكي يأتيك ما هو طيب وجميل، هذا العمر الجميل (عشرون عامًا) عمر النضارة والشباب والقوة، سيدنا أسامة بن زيد قاد جيشًا عظيمًا فيه كبار الصحابة وهو في هذا العمر، بل يُقال كان في الثامنة عشرة من عمره.

أيها الفاضل الكريم: انظر للحياة بمنظار مخالف تمامًا، أنت أدخلت نفسك في هذا الدهليز المظلم، الخيالات الجنسية المريضة، ممارسة هذه العادة القبيحة، فلا بد أن تُصيبك الآلام الجسدية والنفسية وعدم الكفاءة، اخرج إلى الدنيا بكل جمالها، اعمل، اقرأ، ابحث، تواصل.

وبالنسبة للزواج، فما عندي إلا قوله تعالى: {وأنكحوا الأيامى منكم والصالحين من عبادكم إن يكونوا فقراء يُغنهم الله من فضله والله واسع عليم}، وقول نبينا صلى الله عليه وسلم: (ثلاثة حق على الله عونهم)، ومنهم (الناكح يريد العفاف)، فابحث عن فضل الله، وانتظر سعة الرزق بالزواج، طالما كنت حريصًا على العفاف وطلبه.

كراهية أبيك لا أعتقد أنها حقيقة؛ لأن الآباء والأمهات خلقهم الله تعالى مُحبين جبلِّين وفطريِّن لأبنائهم، لكن الأبناء حين يخطئون ويطبق الآباء مناهج تربوية قد تكون خشنة في مظهرها، لكن القصد منها هو الإصلاح، أقِدم على والدك بأعمال طيبة وجميلة، واسع لبره، وسوف يبادلك المحبة بل أكثر.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وكل عام وأنتم بخير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً