الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أريد حلاً لاضطرابي من البيت الذي قُتلت فيه ابنة أخي الصغيرة

السؤال

السلام عليكم

المشكلة أنه قبل سنة تقريبا حصلت لنا حادثة في البيت، قتلت الخادمة الأثيوبية ابنة أخي ذات الخمس سنوات، وحسبي الله ونعم الوكيل، أنا كنت خارج البيت لظروف خاصة، والطفلة البريئة لم تفعل شيئا، الخادمة المجرمة كانت أفعالها غريبة، بعض الأحيان تأتي عند نافذة غرفتنا وتضربها ونحن نيام، وحركاتها ترعبنا، وبعض الأحيان تقف عند سلم بيتنا لا نعرف ماذا تريد، وفي يوم قالت لي: أريدك أن تقرئي القرآن علي، وقلت في نفسي: لما لا أكسب فيها أجرا؟ وكنت أقرئها القرآن لمدة أسبوع، وقبل انتهائي من سورة البقرة سألتني: كم بابا لجهنم؟ وأجبتها بأني لا أعرف، وبعدها خرجت من البيت لمدة أسبوعين ورجعت في آخر يوم من العزاء، وذاك اليوم الذي خرجت فيه من البيت كانت آخر مرة أراها فيها.

من بعدها خرجنا والأهل من البيت لسنة، بعدها رجعنا البيت الذي صارت فيه الحادثة، وأنا الآن أريد حلا، ففي كل يوم أتخيلها تدخل علينا البيت وتقول لنا: أنا حية لم أمت، وبعض الأحيان أتخيل يدا تظهر من النافذة، وحسبي الله ونعم الوكيل.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ م ر حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

لا شك أن الأحداث الحياتية الكبيرة مثل الذي حدث لكم لها آثار وتبعات نفسية كثيرة، لكن الإنسان يتكيف والإنسان يتطبع ويتواءم، وهكذا الحياة -أيتها الفاضلة الكريمة-.

الذي يحدث لك هذا يسمى بعُصاب ما بعد الصدمة، أو عصاب ما بعد الكارثة، وإن لم تكن هناك كارثة -إن شاء الله تعالى- بالرغم من مرارة ما حدث.

أيتها الفاضلة الكريمة، افهمي الأمور على هذا النطاق، حدث حياتي ضخم وكبير ثم تفاعلٌ نفسي يُسمى بعدم القدرة على التكيف، وحين تدركين ما ذكرته لك هذا نفسه يساعدك -إن شاء الله تعالى- على الشفاء، فالمصيبة -إن شاء الله تعالى- قد انقشعت، والتهيؤات التي تأتيك ليست صحيحة، هي جزء من التعبير عن الأحزان وعدم الطمأنينة الذي وقع في قلبك ووجدانك.

إذًا الجئي إلى ذكر الله لأنه {ألا بذكر الله تطمئن القلوب}، وأذكار الصباح والمساء، والصلاة في وقتها، ووردك القرآني اليومي، ويجب أن تكون قناعتك ويقينك تام بأن الله تعالى هو خير حافظ لك ولأسرتك ولكل العالمين، هذا هو الذي يجب أن تقومي به -أيتها الفاضلة الكريمة-، وفي ذات الوقت اعرفي أن الحياة مستمرة، ويجب أن تستمر، والإنسان يُكابد فيها، فلا تعطلي حياتك أبدًا، إن كنت في مرافق الدراسة اجتهدي، وإن كنت غير ذلك ساهمي مساهمات إيجابية على النطاق الأسري، انضمي لأي مرفق تعليمي، واذهبي إلى مراكز حفظ القرآن، انضمي إلى جمعية خيرية أو اجتماعية، هذه نسميها بالمتنفسَّات النفسية، وقد أثبتت جدواها.

أرى أيضًا أنه لا بأس أبدًا من أن تتناولي دواء بسيطا جدًا ليخفف من روعك -أيتها الفاضلة الكريمة-، الدواء يعرف باسم (فلوناكسول) واسمه العلمي (فلوبنتكسول)، الجرعة هي نصف مليجرام (حبة واحدة) يتم تناولها صباحًا ومساءً لمدة أسبوعين، ثم حبة صباحًا لمدة أسبوع، ثم يتم التوقف عن تناوله.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد، وكل عام وأنتم بخير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً