الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

طفلي مشتت الذهن ولا يريد الدراسة، فكيف نتعامل معه؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

مشكلتي مع ولدي الذي يبلغ من العمر 10 سنوات، والذي يدرس في الصف الرابع الابتدائي، مشكلة هذا الولد أنه أرهقني ووالده، فهو مشتت الذهن دائماً، تجده في بعض الأحيان ممتازاً، وأحياناً يكون ضعيفاً.

استقدمنا معلمة تعيش معنا لتدريس الأولاد، ولكنه لا يريد الدراسة، بل يريد اللعب في المدرسة، مستواه الدراسي في صعود ونزول، الأساتذة دائمو الشكوى من ولدي، فهو لا يريد الكتابة، علماً بأن لديه أخًا في الصف الثالث الابتدائي، ولكنه مختلف عنه تماماً.

لا يهتم نهائيًا بأي شيء، تكون كتبه المدرسية في حقيبته، ويقول بأنه نسيها، علماً بأننا نوفر له كل ما يتمناه، دائماً يريد اللعب بجهاز الآيباد، ومشاهدة التلفاز، نصحناه بكل الوسائل، كافأناه، ضربناه، ولكن من دون أي فائدة، يتغير لفترة قصيرة، ثم يعود كما كان.

علماً بأنه في بعض الأحيان يتبول في السرير، كما أنه تعرض للتحرش الجنسي قبل سنة من أحد أقاربي.

أفيدوني أفادكم الله.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ حنان حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

شكرًا لك على الكتابة إلينا، ولا شك أن الأمر ليس بالسهل، ومن المتوقع أن تحصل بعض المشكلات السلوكية عند الطفل الذي تعرض للتحرش الجنسي؛ وخاصة إن كان ذلك من الأقارب، وربما الكثير من السلوك الذي وصفته في سؤالك، وحتى التبول الليلي، ربما له علاقة بهذا التحرش.

لكن كون الطفل قد تعرض للتحرش؛ هذا لا يعني أن نتركه يفعل ما يحلو له، فالطفل -كل طفل سواء تعرض للتحرش أم لا-، في حاجة كبيرة لثلاثة أمور:

أولًا: الحنان، والعطف، والرعاية النفسية؛ وأعتقد من خلال ما ورد في سؤالك أنكم لا تقصرون في هذا.

ثانيًا: وجود ضوابط، وقواعد في البيت، كما هي في المدرسة، وعلمه بالالتزام بها، ومنها مثلاً: أن يكون عنده وقت محدد للنوم، لا أن يسهر كما يشاء، وإذا طلب منه عمل ككتابة واجب مدرسي، فعليه أن يقوم به قبل أن يحصل على وقت اللعب، أو غيره، فهذه الضوابط والقواعد من أهم الأمور في حياة الطفل، كي ينشأ وعنده القدرة على تحمل المسؤولية.

ثالثًا: الاستمرارية في تطبيق هذه القواعد، لا أن نتبعها في يوم ونتركها في يوم آخر، أو على حسب مزاج الوالدين!

حاولي أن تجلسي وتتحدثي مع زوجك لإعادة ترتيب أولويات حياة هذا الطفل، وأخيه الأصغر، وخاصة في موضوع تحديد وقت النوم، والذي على الطفلين اتباعه بكل حزم، والحزم لا يعني الضرب، وإنما يعني الجدية في التطبيق، مع اللطف، والكياسة؛ وسوف تلاحظون أن التزام الطفلين بوقت النوم جعلهما أكثر قدرة على الالتزام، واتباع التعليمات والتوجيهات.

حاولي الانتباه لبعض السلوكيات الإيجابية التي يقوم بها هذا الطفل، وعدم التركيز الكامل على السلبيات؛ لأن هناك قاعدة بسيطة في التربية، وهي أن السلوك الذي نلاحظه ونعززه سيتكرر، بينما السلوك الذي نغضّ الطرف عنه يختفي مع الزمن.

بالطبع إن آثار وعواقب التحرش الجنسي متوقفة على درجة التحرش، وإلى أي حدّ وصل، وطول مدتها أو تكرارها.

وإذا لم يتحسن سلوك الطفل بعد شهر أو شهرين، فأنصحكم بمراجعة أخصائي نفسي؛ وذلك ليقوم ببعض العلاج للطفل، ولإرشادكم أيضاً، مما يمكن أن يساعدكم على التعامل مع هذا الطفل، وأخيه الأصغر.

ودوماً تفيد قراءة الكتب الخاصة بتربية الأطفال وهي كثيرة، ومنها كتاب "أولادنا من الطفولة إلى الشباب".

حمى الله أطفالكم من كل سوء، وأقرّ بهم عيونكم.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً