الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل هذه أعراض تيفويد أو اكتئاب؟

السؤال

السلام عليكم

منذ 4 شهور أصبت بحالة خوف وهلع، وزيادة في ضربات القلب، وسرعة تنفس، وإسهال.

ذهبت إلى دكتور باطنة وقال: إنها حمى تيفوئيد وأخذت الأدوية، ولكن منذ ذلك اليوم وأنا أحس بصداع وحالة خوف بدون سبب، واكتئاب.

وذهبت مرة ثانية إلى دكتور الباطنة وقال: إنه اكتئاب، وأخذت امبريد 50 وأحسست بتحسن نوعا ما، ولكن زاد الصداع، وعملت له حجامة، وما زال موجودا، ولكن أقل من ذي قبل، وأحس بنبض رهيب في رأسي ورقبتي عند النوم، ويمكن أن أظل الساعات حتى أنام، وإحساس دائم بالقيء، وفي بعض الأحيان أحس باهتزاز جسمي، ورعشة داخلية.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك جدًّا في إسلام ويب، ونسأل الله لك العافية والشفاء.

الذي يظهر لي أن لديك شيئا من الاستعداد والقابلية، أو ما نسميه بالعوامل المرسبة والمُهيئة لأن تُصاب بشيء من القلق، وربما الخوف والوسوسة.

أخي الكريم: حالتك هذه ليست مرضية، هذا نوع من القابلية والاستعداد للقلق، وهي ظاهرة نفسية، تجعل صاحبها أيضًا يُصاب ببعض الأعراض الجسدية، خاصة الانقباضات العضلية التي تحدث وتؤدي إلى الصداع، أو ألم أسفل الظهر، هذا العرض شائع جدًّا لدى أصحاب القلق، ومعظمهم يذهبون إلى أطباء العظام دون فائدة.

اضطرابات الجهاز الهضمي، وما يُسمى بالقولون العصبي؛ كلها حقيقة يلعب فيها القلق والوساوس والمخاوف دورًا كبيرًا.

أعتقد أن لديك شيئا من الاستعداد لنوبات الخوف والهلع، وأتى بعد ذلك إصابتك بحمى (تيفويد) ويعرف أن حوالي ستين بالمائة من الذين يُصابون بها ربما تأتيهم فترة من الكدر والشعور بعسر من المزاج والاكتئاب لمدة ثلاثة إلى ستة أشهر بعد الشفاء من التيفويد.

فإذًا هنالك سببان وجيهان جعلاك تحسُّ بما أنت عليه، وأنا أؤكد لك أنك سليم، وأنك -إن شاء الله تعالى- مُعافى، فقط عليك أن تكون فعَّالاً، أن تمارس الرياضة، أن تنام مبكرًا، وألا تُعطي اهتمامًا لهذه الأعراض، وربما تستفيد كثيرًا من عقار يُعرف تجاريًا باسم (دوجماتيل Dogmatil) ويعرف علميًا باسم (سلبرايد Sulipride)، وذلك بجانب الدواء الذي تتناوله.

أرجو أن تُشاور طبيبك في تناول الدوجماتيل، وأنا أثق تمامًا أنه من الأدوية التي سوف تفيدك، بشرط أن تأخذ بالإرشادات البسيطة التي ذكرتها لك.

أرجو أن تُحسِّن صحتك النومية من خلال تجنب النوم النهاري، وألا تتناول الشاي أو القهوة، أو كل المُسهِّرات والمُيقْظات في فترة المساء، واحرص على أذكار النوم، وثبت وقت نومك، هذا مهم جدًّا.

وأريدك أيضًا -أخي محمد- أن تتدرب على تمارين الاسترخاء، هذه التمارين تُريح النفوس والأجساد والوجدان، طبقها بدقة، وسوف تستفيد منها، ارجع لاستشارة بموقعنا تحت رقم (2136015) وسوف تجد فيها إرشادات مبسطة جدًّا للكيفية والطريقة الصحيحة التي يمكن أن تُطبق من خلالها هذه التمارين.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وأسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • مصر محمد حسن

    بارك الله فيك وأسأل الله العظيم رب العرش الكريم أن يجزيك الجنة ويحرمك عن النار،ويفك عنك كرب يوم القيامة ويجزي القائمين على الشبكة كل هدى وخير

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً