الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أريد الطلاق من زوجي؛ لبخله، وسوء معاملته، فهل يجوز ذلك؟

السؤال

السلام عليكم

تمت خطبتي لشاب عُرِف عنه الخلق الكريم، ويحفظ كتاب الله، ويصلي بالناس، وباحث في بلاد الكفر، وعَقَدْنا القران سريعاً كما أحب، وبعد العقد المدني مباشرة بدأ يشتمني ويهينني، كنت خائفة على أبي؛ لأنه مريض، واضطروا لبتر ساقه، انتظرت 3 أشهر، ولما طلبتُ من أهلي فسخ الخطبة، لم يوافقوا، وازداد الأمر سوءاً بعد الزواج، فقد أخذ مالي، ومهري.

عندما أسافر معه لا ينفق عليّ، ويغيظني، كنّا نقف عدة ساعات أمام متجر الحلوى، وإذا أردت شيئاً، قال بقسوة: والله، لن تتذوقي أيّ شيء. إنه بخيل، وفي حملي يقول لي: لا يوجد وحم، هذا كذب، أنا لن أدلّلك.

طلبت منه مالي بعد سنتين، فشنّتْ أسرته عليّ هجوماً؛ وفي هذا الهجوم من الخبث، والنفاق، والبهتان، والغيبة ما لا أطيقه.

كرهت العيش معه، أريد الطلاق، فهل يجوز لي أن أطلبه؟

شكرًا لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ rokaya حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك -أختنا العزيزة- في استشارات إسلام ويب، نسأل الله لك الفرج العاجل، وأن يجعل لك من أمرك يُسرًا.

نصيحتنا لك: أن تتوجهي إلى الله -جل شأنه- بدعائه والتوبة إليه، والاستغفار من الذنوب؛ فإن هذا من أعظم الأسباب في تفريج الكربات، والخروج من الشدائد، فكثيرًا ما يُصاب الإنسان بذنوبه وبتفريطه في حق ربه، فيأخذه الله -تبارك وتعالى- ببعض الشدائد؛ ليرجع إليه ويُنيب، وقد قال الله -سبحانه وتعالى- في كتابه الكريم: {ولقد أرسلنا إلى أممٍ من قبلك فأخذناهم بالبأساء والضراء لعلهم يتضرعون}، وقال -سبحانه وتعالى-: {ولقد أخذناهم بالعذاب فما استكانوا لربهم وما يتضرعون}، وفي هذا المعنى آيات كثيرة من كتاب الله، تدلنا على أن الله قد يبتلي الإنسان بأنواع الشدائد؛ لعلّه يرجع إلى ربه بالتضرع والمسكنة، فيكون ذلك سببًا في رفع ما به من شدة، وتفريج ما به من كرب.

نوصيك بأن تُحسِّني علاقتك بالله؛ بلزوم حدوده، وأداء فرائضه، والإكثار من ذكره، ودعائه واستغفاره، وهذا سيعود على حياتك بالطمأنينة والسكينة، وستجدين لذَّةً للعيش، وتشعرين بالسعادة تعوضك عن كثير من الآلام التي تعانينها.

أما بخصوص طلب الطلاق للحالة التي ذكرتِ، فإن الضرر من الزوج بمثل ما ذكرته أو بدونه مما يُسوّغ للمرأة أن تطلب الطلاق، ولكنا لا ننصحك بالمسارعة إليه، إلا بعد أن تبذلي وسعك في محاولة إصلاح الحال بينك وبين زوجك، ولو بالتنازل عن بعض حقوقك إن استطعتِ، فالصلح بين الزوجين خير من الفراق ما دام الصلح ممكنًا كما أرشد الله في كتابه الكريم بقوله -سبحانه وتعالى-: {وإنِ امرأةٌ خافتْ من بعلها نُشوزًا أو إِعراضًا فلا جُناح عليهما أن يُصلحا بينهما صُلحًا والصُّلحُ خير}، لكن من حيث الحكم، فإنّ طلب الطلاق من أجل الضرر الواقع على المرأة جائز، ولا تأثم بذلك.

نصيحتنا لك أن تستشيري العقلاء ممَّن حولك من أهلك، وأن تستخيري الله، فإذا رأيت أن الخير في طلب الطلاق، فلا إثم عليك فيه.

نسأل الله -تعالى- أن يُقدّر لك الخير حيث كان.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً