الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف يمكنني أن أتخلص من وسواس الخوف والقلق والشك؟ ساعدوني

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

جزاكم الله كل الخير والعافية والسلام وجنة الفردوس -إن شاء الله-.

أنا فتاة أبلغ من العمر 26 سنة، مخطوبة ومقبلة على الزواج في الشهور القادمة -إن شاء الله-، على ما أظن -والله أعلم- أنني أعاني من وساوس مختلفة قهرية.

منذ سنة كنت متدينة، وكثيرة التقرب إلى الله، كنت أحفظ القرآن، وأحافظ على الصلاة، وأقوم بأذكار الصباح والمساء، وأحاول بشتى الطرق أن أبتعد عن كل ما يغضب الله، علما أنني قبل أن أتوب كنت أغني وأدرس الموسيقى.

ذات ليلة حينما كنت أتكلم مع خالتي راودتني الوساوس، فتركتها ودخلت الغرفة، فبدأت أفكر بأفكار شيطانية، وشككت في ووجود الله، فزعت وخفت أن أكون قد كفرت بالله، علماً بأنني أعاني من الوساوس منذ أربع سنوات.

حاولت التخلص من هذه الوساوس، ولكنها ازدادت وأصبحت أكثر قوة، فكلما حاولت الفرار منها، أجد نفسي وقد بدأت أفكر في وساوس جديدة، حتى أكاد أسلمها نفسي؛ لأنني كلما حاولت أن أثبت عكسها أجدها تعود وبشكل جديد وقوي.

أحاول جادة أن أشغل نفسى بأي شيء، حتى أتخلص منها، نعم إنني أنساها في بعض الأحيان، ولكن قلبي تأثر بسبب الوساوس.

وقبل أن تراودني هذه الوساوس الدينية، كنات أعاني من الوساوس القهرية، مثل الخوف من الخروج وحدي، والخوف من الظلام، والخوف الشديد من الموت، دائما أحس باختناق، وصعوبة في التنفس، ولا أحس بطعم الحياة، أصبحت كئيبة جدا، ولا شيء يشعرني بالسعادة، دائمة التذمر والقلق والعصبية.

حالتي النفسية سيئة جداً، أصبحت دائمة الحزن، وأشعر بأنني في بلاء كبير، أريد أن أتخلص من هذه الوساوس، أعيش في كابوس مزعج، هل من علاج أو دواء يساعدني في التغلب على محنتي هذه وأنا على أبواب الزواج؟

أتمنى منكم مساعدتي، لقد طرقت بابكم بعد أن ضاقت بي السبل، جزاكم الله خيرا، وحفظكم من شر الشيطان.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ وصال حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نبارك لك الخطوبة، ونسأل الله تعالى أن ييسر لك أمر الزواج، وأن تعيشي حياة طيبة وكريمة وسعيدة.

حالة الوساوس القهرية التي تعانين منها من الواضح أنها تجربة شخصية، تجربة داخلية، ليست ظاهرة للآخرين، وإن كان وسواسك من النوع الذي يؤدي إلى الاكتئاب والتوترات الشديدة قطعًا، هذا كان لا أقول يعرك أمر خطبتك، لكن سوف يكون ملاحظًا.

المهم أنا أرى أن وساوسك هي حالة نفسية، أو ظاهرة نفسية داخلية وشخصية جدًّا، وأنا أتعاطف معك كثيرًا، لأني أعرف أن الفكر الوسواسي فعلاً مزعجًا جدًّا لصاحبه، خاصة الأفكار الوسواسية حول الدين، والتطاول على الذات الإلهية، هذا نوع من الوسواس القبيح، ونحسب -إن شاء الله تعالى- أنه دليل على صالح إيمانك -بإذنِ الله تعالى-.

المطلوب منك هو:
- أن تكوني أكثر ثقة في نفسك.
- أن تتجاهلي هذه الوساوس، أعرف أنها مستحوذة ومسيطرة وملحة وذكية تلتف حولك – قبحها الله–، لكن بالإصرار وبتحقيرها وعدم مناقشتها، لأن الدخول في الحوارات الوسواسية يعظم ويجسِّد الوساوس ويجعلها تنتعش، فحاولي قدر المستطاع التجاهل والتحقير.
- أكثري من الاستغفار، الشيطان يأتي ويدخل على النفس، ويزيد من هذه الوساوس، لكنه -إن شاء الله تعالى- يخنس متى ما ذُكر اسم الله تعالى.

أتفق معك أنك في حاجة لعلاج دوائي، والأدوية الآن تمثل ركيزة أساسية في علاج الوساوس، هنالك أدوية جيدة جدًّا، سليمة. إن استطعت أن تذهبي إلى طبيب نفسي فهذا أمر جيد، وإن لم تستطعي، فأنا أعتقد أن عقار (زيروكسات Seroxat) ويسمى علميًا باسم (باروكستين Paroxetine) سيكون مناسبًا جدًّا لك، هنالك زيروكسات يعرف باسم (CR)، وأعتقد في المغرب (ديروكسات Deroxat).

الجرعة هي أن تبدئي 12.5 مليجرام، تتناولينها يوميًا لمدة شهرٍ، ويفضل تناول الدواء ليلاً بعد الأكل، إلا إذا أضعف النوم عندك، ففي هذه الحالة تناوليه نهارًا.

استمري على الجرعة الصغيرة – أي 12.5 مليجرام – يوميًا لمدة شهرٍ، ثم اجعليها خمسة وعشرين مليجرامًا يوميًا لمدة شهرين، ثم 12.5 مليجرام يوميًا لمدة شهرين آخرين، ثم 12.5مليجرام يومًا بعد يوم لمدة شهرٍ، ثم توقفي عن تناول الدواء.

وجد أيضًا أن تمارين الاسترخاء مفيدة جدًّا، تمارين التنفس التدرجي، قبض العضلات وإطلاقها، هذه كلها مفيدة، وتوجد مواقع كثيرة على الإنترنت توضح كيفية ممارسة هذه التمارين، وموقعنا أيضًا لديه استشارة تحت رقم (2136015) يمكنك الاستعانة بها لمعرفة كيفية تطبيق هذه التمارين بصورة جيدة.

باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً