الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أشكو من اضطراب النوم بسبب تقليل جرعة (لوكستانيل)، ما البديل؟

السؤال

السلام عليكم

أعاني من اضطرابات في النوم، ونومي قليل ومتقطع؛ بسبب تقليل الجرعة لدواء (لوكستانيل) من حبة باليوم إلى نصف حبة، وهذا الدواء وصفه لي دكتور نفسي بالكويت بمقدار حبتين في اليوم، ولكني لم أستجب لطلبه؛ لعلمي أن هذا الدواء إدماني، وكنت أقول له هذا الكلام، ولكنه أصرّ عليّ أن آخذه، فأنا مستمر مع هذا الدواء منذ أكثر من 6 أشهر.

الآن بدأتُ تخفيفه إلى نصف حبة يومياً، علماً بأنني آخذ معه حبوب (سيمبلتا)، بمقدار 60 مل يومياً؛ لأنني أعاني من الرهاب الاجتماعي أحياناً والقلق المستمر، وكان مفعول (السيمبلتا) معي جيداً، ولكنه سبّب لي ضعفًا في الانتصاب وصعوبة في الوصول لمرحلة القذف.

أرجو منك -يا دكتور- أن تصف لي دواء يساعدني على النوم أولاً، وآخذه مع (السيمبلتا)، وإذا كان هناك بديل (للسيمبلتا) يعطيني نفس المفعول بدون هذه المشاكل الجنسية، ويساعدني على النوم، فهذا أفضل.

لكم مني خالص الشكر والتقدير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ meshari حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أسأل الله لك العافية والشفاء، والتوفيق والسداد.

الصحة النومية يستطيع الإنسان أن يُحسِّنها من خلال أمور بسيطة جدًّا:

1- تثبيت وقت النوم؛ لأن الساعة البيولوجية للإنسان حين تترتَّب، حتى وإن لم يأتِه النوم لمدة أيام قليلة، بعد ذلك سوف يأتي النوم طواعية -إن شاء الله تعالى-، والمبدأ الفلسفي الرصين، هو أن نجعل النوم يطلبنا ويبحث عنا ولا نبحث عنه؛ فهو حاجة بيولوجية.

2- أهمية ممارسة الرياضة، لكن لا تمارس الرياضة في أوقات متأخرة من الليل؛ لأن الرياضة المتأخرة ليلاً قد تُضعف النوم بالرغم من فوائدها الأخرى.

3- تجنب النوم لنهاري.

4- لا تتناول أيٍّ من الميقّظات، كالشاي والقهوة والبيبسي والكولا والشكولاتة في فترات المساء.

5- احرص على الوضوء وأذكار النوم.

6- طبق تمارين الاسترخاء.

إذًا هذه هي المبادئ العامة لتحسين النوم، وبعد ذلك نأتي للعلاج الدوائي:
إن (لوكستانيل) يُفيد كثيرًا في المراحل الأولى لتناوله، لكن بعد ذلك يحدث ما يُعرف بالإطاقة أو التحمُّل، ونقصد بذلك أن الجرعة التي يتناولها الإنسان تضعف كثيرًا، ولا تؤدي إلى نفس الفائدة المرجوة؛ لذا يضطر كثير من الناس لرفع الجرعة، مما يؤدي إلى الإدمان، ولا يتحصّل الإنسان على فائدة حقيقية منه.

إذًا –أخِي الكريم– حاول أن تتخلص من (لوكستانيل)، فهذه نصيحتي لك.

أما بالنسبة للعلاجات الدوائية: فأنا أرى أن عقار (ريمارون REMERON)، والذي يعرف علميًا باسم (ميرتازبين Mirtazapine)، عقار رائع جدًّا لتحسين النوم، ومُحسِّنٌ للمزاج، ربما يساعدك أيضًا في علاج القلق والرهاب الاجتماعي، تناولْه بجانب (سيمبالتا Cymbalta) دون أي مشكلة.

جرعة (الريمارون)، هي نصف حبة فقط –أي خمسة عشر مليجرام–، تتناولها قبل موعد النوم بساعتين، وأؤكد لك أن النوم المبكر أفضل، واستمر على هذه الجرعة من (الريمارون) لمدة ثلاثة أشهر، ثم اجعلها ربع حبة ليلاً لمدة شهرٍ، ثم توقف عن تناول الدواء.

أما بالنسبة للآثار الجانبية (للسمبالتا): من خلال ممارسة الرياضة وعدم التفكير كثيرًا في الآثار الجنسية، أعتقد أن ذلك سوف يُساعدك، وفي بعض الأحيان نعطي أدوية، مثل: عقار يعرف تجارياً باسم (ويلبوترين Wellbutrin)، ويسمى علمياً باسم (ببربيون Bupropion)، يتم تناوله صباحًا، لكني لا أريد أن أُكثِر عليك الأدوية.

أعتقد أن (الريمارون) يكفي تمامًا، وإن شاء الله تعالى أمورك تتحسَّن.

أشكرك –أخِي الكريم– على التواصل مع استشارات إسلام ويب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً