الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

زوج أختي يضرب ابنته بشكل عنيف وأختي لا تريد الطلاق، فما الحل؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بارك الله فيكم.

أختي متزوجة منذ سنة ونصف، رزقها الله بطفلة تبلغ من العمر خمسة شهور، بدأت المشكلة عندما أكملت طفلتها الشهر، فعندما تبكي الطفلة ينهار الأب، وينهال عليها بالضرب المؤذي، ضربها حتى ظهرت نقاط الدم الحمراء في عينيها.

بلغت الطفلة عمر الخمسة أشهر، والأب ما زال يضربها بشكل عنيف، بالنسبة للأم فهي تصاب بانهيار عصبي كلما اجتمع الأب والطفلة، حاولنا تكرراً حل الموضوع بشكل سلمي، إلا أن الأب يتعذر في كل مرة ويوزع الوعود أمام جمع العائلة بعدم تكرار الضرب مرة أخرى.

بعد الوعود والاعتذار، حينما تبدأ الطفلة بالبكاء يقوم بالضرب من جديد، الأم لا تريد الطلاق، تحاول المحافظة على بيتها، ولم نجد أي طريقة لحل المشكلة، وصل بنا الحال بأن هددناه بتقديم شكوى إن لم يرتدع، ولكنه غير مبال أبداً.

أرجو المساعدة في هذه المشكلة، وأريد معرفة رأي الشرع في هذه المشكلة، وهل الطلاق هو الحل الأمثل؟

أتأسف للإطالة، وجزاكم الله خير الجزاء.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم جود حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحباً بك -ابنتنا الفاضلة- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والسؤال، ونسأل الله أن يشفيه، وأن يصلح الأحوال، وأن يعين ابنتنا على الصبر وحسن التعامل مع الأطفال، وأن يحقق لنا ولكم ولهم الآمال.

الأمر يدعو للانزعاج، وليته علم أن البكاء لا يضر الطفلة بل يفيدها، كما أشار لذلك الإمام ابن القيم، لأن البكاء يخلصها من المخاط، والدموع تخلصها من العصارات الفاسدة، والبكاء يوسع صدرها وو...، ومن واجب الأسرة تفادي ما يضايق الطفلة، وما يدفعها للبكاء، والطفلة قد تبكى من الجوع، وقد تبكى لأجل المرض، وقد تبكى لعدم اعتدال الجو، وربما بكت لأن فى جسدها أوساخ، وربما بكت من الخوف، وقد تبكى من الدلال، فإذا كان البكاء من الخوف فإن على الأم أن تحضنها، ثم تلقمها ثديها، وتجتهد في أن تجعلها تنام، وإذا كان كل شيء على ما يرام، والطفلة تبكي من الدلال، فالصواب أن لا نسارع إلى حملها.

أما بالنسبة للتعامل مع الأب فنحن ننصح بما يلي:
1- الدعاء لأنفسكم وله.
2- إشراكه في حمل الطفلة وملاعبتها والاهتمام بها.
3- إقناعه بأن البكاء طبيعي ولا يضر، وحبذا لو قام بالتصحيح طبيب أو خبير أو مربٍ.
4- تهديده بترك البيت والطفلة إذا استمر في الضرب.
5- تخويفه من عواقب هذا العمل على الطفلة وعلى الأم والطفلة تعرف غضب الأم وتتضرر من غضبها وحزنها.
6- تشجيعه على الذهاب إلى طبيب نفسي.
7- الصبر ثم الصبر والاستعانة بالله.
8- التواصل مع موقعكم مع مزيد من التوضيح، وبماذا يبرر فعله؟ وكيف كانت طفولته؟ وما هي أسباب ما يحصل من وجهة نظركم؟

وهذه وصيتنا للجميع بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه، ونسأل الله أن يصلح النيات والذريات، وأن يصبرها، وأن يرفعكم وإياها درجات.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً