الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أشكو من ثقل في الجانب الأيمن أدخلني في دائرة الوساوس من السرطان

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

لا أعلم كيف أشرح لكم لكنني سأروي لكم مشكلتي.

أنا فتاة أبلغ من العمر (23) سنة، منذ فترة طويلة وأنا أشعر بالألم في أسفل ظهري، لم ألتفت لهذا الألم أبداً، وقبل ثلاثة أشهر شعرت بألم وانتفاخ في بطني، لكنه محتمل ولا يحتاج إلى مسكن، وفي بحثي في الإنترنت قرأت بأن هناك علاقة بين ألم الظهر والبطن، وكل الذي وجدته لا يبشر بالخير، فذهبت إلى المستشفى، وطلبت مني الطبيبة عمل تحليل الدم والبول ولم تقم بالفحص السريري، وقبل أخذ النتيجة ذهب ألم البطن، ولكنني بدأت أشعر بآلام في الجانب الأيمن من النهاية من الخلف، كأنه مكان الكلى، كان بسيطاً لكنه أقلقني، وشعرت بالثقل في مكان الألم.

عدت بعد ذلك إلى المستشفى لأخذ نتيجة التحليل، وكانت وظائف الكلى والكبد سليمة -الحمد لله-، كل ما أعانيه هو جرثومة في البول، فوصفت لي الطبيبة المضاد الحيوي، وأخبرتني بأن الألم سوف يزول بعد تناول المضاد، وكانت نسبة فيتامين (د) (15) فقط، فوصفت لي قطرات لمدة ثلاثة أشهر.

تناولت المضاد ولم أشعر بتحسن، بل شعرت بأن الثقل بدأ يزداد، فبدأت أدخل في دوامة الوساوس، فوسوست بمرض السرطان، كنت أحاول أن أتجاهل الأمر، ولكنني فشلت، كل ما أتخيله هو كلمة سرطان!

ذهبت لعمل السونار للكلى والحالب، وكانت النتائج سليمة، ولكن الشعور بالثقل ظل يلازمني، بحثت في الإنترنت فلم أجد ما يبشر بالخير, فقد قرأت بأن ثقل وألم البطن يمكن أن يكون عرضا من أعراض سرطان الكبد، علماً بأن الثقل في الجانب الأيمن, بكيت كثيراً وذهب للمستشفى، وأخبرتني الطبيبة بأنه لا يوجد شيء، ربما يكون هذا عرضا من أعراض القولون، فبعد الفحص قالت في وقت ضربها لبطني من الجانب الأيمن يكون الصوت مختلفاً عن الجانب الأيسر، وكنت أعاني من التهاب شديد في البول، فصرفت لي المضاد نفسه، وطلبت مني استعماله مرة أخرى.

ولكن خوفي الشديد ظل ملازماً لي، طلبت عمل أشعة للكبد، وإلى الآن لم أقم بعملها، وبدأت أبحث في الإنترنت مجدداً، فقرأت عن سرطان القولون -والعياذ بالله-، وكان مكتوباً بأن أول علامة له هي نزول الدم الغامق في البراز، وقبل ستة أشهر رأيت دماً غامق اللون خرج، ولكنه نقطة فقط، وفسرتها في حينها بأنها بسبب الإمساك الشديد الذي عانيته، ولكن بعدما قرأت عن أعراض سرطان القولون، قمت بالربط، ومن أعراضه الحكة في المنطقة التناسلية، علماً بأنني أعانيها منذ فترة طويلة جداً، وأعاني من الإكزيما في أماكن متفرقة من جسمي، لقد بدأت بربط الأعراض وأعيش في قلق، علماً بأنني أعاني من الإمساك والغازات.

أتمنى يا دكتور أن تكون قد فهمت ما أعانيه، وأتمنى أن تطمئنني على نفسي، فالوساوس سوف تقتلني، أعلم بأن كل شيء من الله، وإيماني قوي, ولكن الوساوس لم تتركني لوحدي، فكلما قرأت في الإنترنت وقمت بالمقارنة مع أعراض تنتابني زاد توتري وقلقي.

وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سارة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بنيتي: الله خير حافظاً وهو أرحم الراحمين، ويجب أن تعلمي أن ليس كل ما يكتب في النت حقائق علمية، وليست كل الأمراض سرطاناً، خصوصاً وأن السرطان خلايا حية تتكاثر سريعاً وتحتل المكان الموجودة فيه، وتبطل وظيفة العضو المصاب، فمثلاً في سرطان الكبد نجد كتلاً من الخلايا السرطانية في التصوير التليفزيوني تشوه الكبد، وتؤدي إلى اختلال وظيفته، ويظهر ذلك في تحاليل إنزيمات الكبد.

وهكذا الأمر في باقي الأعضاء، وبعد فترة قصيرة ينتشر في الجسم، وينتقل إلى أعضاء أخرى ويبطل وظيفتها أيضاً، وفي خلال أقل من ستة شهور يتعرض مريض السرطان لتدهور حالته الصحية، ويصل إلى مراحل الوفاة بسبب فشل الأعضاء، فلا تجعلي تلك الأفكار اللامنطقية تسيطر على تفكيرك دون وجود سند أو دليل علمي على ذلك، والسرطان كذلك مرض مرتبط بالسن، فمن النادر جداً وجود السرطان في العشرينات والثلاثينات.

وقديماً قال الأعرابي للدلالة على وجود الله: (بأن البعرة تدل على البعير، والأثر يدل على المسير، فسماء ذات أبراج وأرض ذات فجاج ألا تدل على العليم الخبير)، بمعنى إذا وجدت بعر الإبل في طريق فأعلم أن جملاً قد سار من هذا الطريق، وإذا وجدت خطوات إنسان في صحراء فأعلم أن رجلاً قد سار من هذا الطريق، وإذا لم تجد لا هذا ولا ذاك فأعلم أنه لا جمل سار ولا رجل خطى في هذا المكان أو ذاك، هكذا علمتنا الفطرة السليمة في البحث والتحري عن الأدلة التي تثبت وجود أمراً ما أو تنفيه، والسرطان مرض ملموس وليس محسوس، ووجود سرطان كما قلنا يساوي كتلة من الأنسجة تكبر وتحتل المكان الموجودة فيه، وتبطل وظيفته وبغير ذلك، فلا قلق ولا خوف ولا سرطان.

والثقل في الجانب الأيمن أو الأيسر في أسفل البطن ويسمى نوع الألم (Dull aching pain)، أي ألم غير محدد الملامح، فقد يكون الألم لديك مرتبط بوجود بعض الأكياس الوظيفية على المبايض، خصوصاً إذا كنت تعانين من السمنة أو الوزن الزائد، مع وجود بعض الاضطراب في الدورة الشهرية، ويمكنك عمل سونار على المبايض عند الطبيبة النسائية، أو أخصائية الأشعة وعرضها على الطبيبة المعالجة.

النقطة الثانية: إن حالة القلق والخوف من الأمراض قد تؤدي إلى القولون العصبي، وما يصاحب ذلك من انتفاخ وغازات، ولعلاج القولون يمكن تناول حبوب (Spasmocanulase)، قرص ثلاث مرات يومياً قبل الأكل، مع تناول حبوب (colospasmin)، قبل الأكل أيضاً، ويمكن تناول مشروب ساخن من خليط مكون من مطحون الكمون، والشمر، والينسون، والكراوية، والهيل، وإكليل الجبل، والزعتر، والقرفة، والنعناع، ويمكن إضافة بعض من ذلك الخليط على السلطات، والخضار المطبوخ مع زيت الزيتون، وهذا يساعد كثيراً في التخلص من الغازات والانتفاخ والمغص -إن شاء الله-، وقد يغنيك ذلك الخليط عن الأدوية، مع ترك الوجبات الحارة والشطة في الطعام، والمهم أن تحاليل الكلى والكبد وصورة الدم طبيعية، فلا ترهقي نفسك في قراءة ما لا تعلمين، لأنه أحياناً يضر أكثر مما ينفع، وبإمكانك العودة إلى الكتابة إلينا في الموقع وقت ما شئت.

وفقك الله لما فيه الخير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • نوال

    الوسواس هو احد الاسباب التي تجعلنا نصاب بالامراض رغم ان المرض هو تطهير لذنوبنا

  • الأردن ابتسام

    الله يجزيك كل خير كلام مقنع

  • السعودية حمد

    لله درك تبارك الله على هالكلام الحلو

  • مصر عاصم سعيد

    جزاكم الله خيرا

  • أمريكا مهيار _ سورية

    انا أيضا أعاني من ذلك و لكن الحمدلله أعتقد بأنه مثل ما قال الدكتور ... هو عبارة عن قولون عصبي لا أكثر

  • مجهول Ola ahmad

    استغفر الله العظيم

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً