الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعجبت بامرأة خلوقة ولكنها تلتقي بزملائها للنقاش.. هل أرتبط بها شرعًا؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أدرس رسالة الماجيستير، وتوجد زميلة لي في نفس عمري تعمل مع نفس الذي أحضر معه الرسالة، في البداية أعجبت بها جدًا وبأسلوبها الراقي في الكلام، وبحبها لعملها، ولأخلاقها الظاهرة فقررت الارتباط بها شرعًا، ولكن ما يمنعني حتى الآن، ويجعلني مترددًا هو رؤيتي لها قد تخرج للقاء بعض من زملائها لوحدها.

رجل وامرأه بداعي قضاء الوقت أو الغداء أو النقاش، فهل هذا حرام؟ ومع أن ذلك الشيء يضايقني، فهل تنصحوني بالارتباط بمن هم على شاكلتها، ودائمًا ما تلمح أنها امرأة متحررة تفعل ما تريد.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عمرو حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فمرحبًا بك -ابننا الكريم- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والسؤال قبل اتخاذ القرار، ونسأل الله أن يقدر لك الخير ويحقق لك الاستقرار.

لا يخفى على أمثالك أن مشوار الحياة طويل، والرباط الأسرى ميثاق غليظ، ولذلك لا بد من التروي والتأني في مسألة الاختيار، ومن حق كل طرف أن يسأل عن الشريك ويباح لمن نسألهم من المسلمين والمسلمات أن يعطونا الحقائق وينصحون لنا وللطرف الآخر.

ومعلوم أن الاختيار الناجح يقوم أساسًا على الدين والأخلاق، والشرع توجه للفتاة وأهلها بقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: ( إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه )، وتوجه خطاب الشرع للزوج فقال -صلى الله عليه وسلم-: ( فاظفر بذات الدين تربت يداك ).

ودين الفتاة رمز لفلاحها، ومن الدين أن تلتزم بحجابها، وتراعي الضوابط الشرعية في التعامل مع الرجال، ومن المهم الاطمئنان إلى اهتمامها بهذا الجانب، وأنت بحاجة إلى ما يزيل مخاوفك في هذا الجانب؛ لأن الحياة الزوجية ينبغي أن تقوم على اطمئنان وثقة كاملة.

وهذه وصيتنا لك بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه، ولا ننصحك بالارتباط دون أن يذهب عنك الضيق.

وننصحك بأن تعطي نفسك فرصة، ووسع دائرة السؤال وأشرك العاقلات من محارمك، وتوجه إلى ربك واستعن به وتوكل عليه، واحرص على صلاة الاستخارة فإن فيها طلب الدلالة إلى الخير ممن بيده الخير.

سعدنا بتواصلك، ونسأل الله أن يوفقك، ونشرف بمتابعة موضوع اختيارك الذي نامل أن يكون موفقًا وناجحًا، ودع ما يريبك إلى ما لا يريبك، وقدر لرجلك قبل الخطو موضعها.

نسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً