الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

راضية عن شكلي ولكن الناس يسخرون منه، فكيف أتعايش مع هذا الوضع؟

السؤال

السلام عليكم.

أنا فتاة عمري 21 سنة، أعاني من مشكلة أن الناس تسخر من مظهري وقصر قامتي، فأنا متوسطة الجمال، لكنني راضية كل الرضا عن شكلي، وأثق ثقة كبيرة في مظهري ونفسي، لكنني دائما أحبط ممن حولي، فهل ذلك بسبب غيرتهم؟ لأنني ناجحة في مجال التعليم، وكذلك استطعت تنمية هوايتي، وبرزت فيها، وأنا غالبا أستبعد فكرة الغيرة، لأنني لا أريد أن أخسر من حولي، وبالتالي لا أجد حولي من يصادقني.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ sara حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -ابنتنا الراضية- عن نفسك وخلقتك في موقعك، ونحن نفخر بثقتك بربك، ونشكر لك هذه المشاعر، ونحيي فكرة السؤال، ونسأل الله أن يوفقك، وأن يصلح الأحوال، وأن يحقق لنا ولكم في طاعته الآمال.

لن يضرك كلام الناس، فأنت -ولله الحمد- أعلم بنفسك، والله أعلم بك منهم، وقل أن يسلم من الناس أحد، ولم يسلم منهم حتى الأنبياء، فكوني ممن همهم إرضاء الله، واعلمي بأن العظيم إذا رضى عن الإنسان أرضى عنه الناس، وكتب له القبول في الأرض، وهذا في حق من تؤمن بالله وتتاجر في الصالحات، قال تعالى:" إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا".

وأرجو أن تعلمي أن كل فتاة جميلة بأدبها وإيمانها وحيائها، بل هي جميلة لأن الله هو خالقها، وجميلة لأن نظرة الناس للجمال تختلف ولولا اختلاف وجهات النظر لبارت السلع، ومن الناس من يريدها قصيرة، ومنهم من يرغب في الطويلة، ومنهم من يتطلع إلى النحيفة، وفي الناس من يبحث عن الممتلئة، وهكذا، فلا تهتمي ولا تغتمي واستمري في طريق الناجحات، واشتغلي بطاعة رب الأرض والسموات، ولا تشغلي نفسك بأسباب ما يحصل، واعلمي أن في الناس من يغار، وفيهم من يحسد، وفيهم من يرى نفسه، فهو متكبر، أو متكبرة تكره النجاح والناجحين.

وهذه وصيتنا لك بتقوى الله، ثم بالتغافل عن كل ما يحصل، وقابلي الإساءة بالإحسان، والسخرية بالتغافل والإتزان، واحمدي واهب النعم المنان، وتسلحي بالصبر، فإن العاقبة لأهله، وردي على السخرية بمزيد من الإنجازات والنجاحات، ونسأل الله أن يوفقك وأن يرفعك عنده درجات، وسعدنا بتواصلك، ونفرح بالاستمرار، ونسأل الله لك السعادة والاستقرار.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً