الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من التوتر وعدم الاستقرار النفسي!

السؤال

السلام عليكم

بارك الله فيكم على هذا الموقع الرائع، وخدماته المميزة.

لدي بعض الأسئلة:
- أعاني من توتر لا أعلم ما درجة شدته! يأتيني في لقائي مع الآخرين، وعند الامتحانات (الشفوية المباشرة، أو التطبيقية)، ويصاحب ذلك ارتجاف في اليدين بحيث يلاحظه الآخرون في أغلب الأحيان، وأحيانا اضطراب في الكلام, وأيضا عندما يطلب مني فعل شيء بشكل مفاجئ، أو عندما أرغب في طرح سؤال في الجامعة على المدرسين، ما سبب ذلك؟ وما هو العلاج؟

- والمشكلة الأخرى هي أنني أتخيل أمورا مخيفة مثلا: إذا كنت في المطبخ وحملت سكينا أتخيل أنني أصيب بها من بجانبي من الأهل، وهذا التخيل وما يشابهه يزعجني كثيرا، ويحزنني، ولا أستطيع أن أسيطر عليه, فما سبب ذلك؟ وما هو الحل؟

- وأخيرا لدي أمر آخر وهو أنني في بعض الأحيان أنزع شعرة من رأسي، فهذه المشكلة أعاني منها منذ سنوات، وأعلم أنها من أعراض التوتر، حاولت التوقف عنها ولكنني أعود إليها لا شعوريا، فأنا حاليا أعالج شعري بعد أن خفت كثافته -والحمد لله- تحسن فما هو حل هذه المشكلة؟ فأنا أظن أن الأمور هذه مرتبطة ببعضها.

أما في الفترة الحالية أشعر بالضغط، وعدم الاستقرار النفسي، فأرجو منكم إجابتي مع طرق للاسترخاء.

وشكرا لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نور حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الشكر لك أيضًا على كلماتك الطيبة، ونسأل الله العلي القدير أن يوفقنا لما فيه الخير للجميع.

المشكلة الأولى هي أنك تعانين من القلق الاجتماعي، وهي أعراض القلق التي تظهر في مواقف اجتماعية معينة، وواضح أن هناك أعراضا للقلق مثل الخوف، وزيادة ضربات القلب، ورجفة اليدين - كما ذكرتِ - وقد تكون ملاحظة منك ومن الآخرين، فهذا هو اضطراب القلق الاجتماعي أو الرهاب الاجتماعي في تسمية أخرى، وهو مرض اضطراب نفسي منتشر، ويعاني منه 12% من المواطنين الذين يعيشون أي منطقة ما.

أسبابه غير معروفة، وعلاجه نوعان: علاج دوائي، وعلاج نفسي، وإن شاء الله تعالى العلاج سوف أجمله عندما أنتهي من مشكلاتك الثلاثة فكما ذكرت متشابهة.

أما الشيء الثاني الذي ذكرته فهو نوع من أنواع الوسواس القهري، والمخاوف الوسواسية، وأيضًا أسبابه غير معروفة، وقد يلعب عامل الوراثية دورًا في بعض الحالات.

والمشكلة الأخرى وهي نزع الشعر، والإحساس بالراحة عند نزع الشعر باستمرار -وهي تكثر عند الفتيات-، وقد عالجت فتيات نزعنَ معظم شعرهنَّ حتى أصبح المكان أصلع، وهو أيضًا نوع من أنواع الوسواس القهري.

القلق الاجتماعي، والوسواس القهري سواء كان بأفكار عنف أو إيذاء الآخرين أو الوسواس القهري بنزع الشعر، كلها يمكن أن تُعالَج بطريقة واحدة، لأنها كلها من اضطرابات القلق، وهناك نوعان - كما ذكرت في الأول - من العلاجات: علاج نفسي إمَّا بالاسترخاء، أو بالعلاج السلوكي المعرفي.

• العلاج بالاسترخاء: أن تحاولي أن تتعلمي وسائل الاسترخاء المعروفة، كوسائل الاسترخاء العضلي، أو بواسل الاسترخاء التنفس العميق.
• والعلاج السلوكي المعرفي: يستحسن أن يكون تحت إشراف معالج نفسي محترف ليعطيك دروسًا محددة وواجبات معينة حتى تتخلصي من هذه المشاكل جميعًا.

أما العلاج الدوائي: هناك دواء يصلح لكل الحالات الثلاث مع بعضها، وهو يسمى تجاريًا باسم (زيروكسات Seroxat) ويسمى علميًا باسم (باروكستين Paroxetine) يمكن أن تبدئي بخمسة مليجرام بعد الأكل لمدة خمسة أيام، ثم تزيدي الجرعة إلى عشرة مليجرام أيضًا بعد الأكل لمدة خمسة أيام، ثم خمسة عشر مليجرام، ثم عشرين مليجرامًا، كل خمسة أيام تزيدين خمسة مليجرام، لأن عشرين مليجرامًا مليجرام هذه هي الجرعة المناسبة، وإن شاء الله تعالى المفعول يأتي بعد أسبوعين، ويبدأ يعمل، ويظهر التحسُّنِ في خلال شهرين، وحتى بعد اختفاء كل الأعراض يمكنك أن تستمري في تناوله لمدة ثلاثة أشهر إلى ستة أشهر، وبعد ذلك يتم التوقف بالتدريج كما بدأتِ، خمسة مليجرام كل أسبوع أو أسبوعين، حتى تتوقفي نهائيًا، مع العلاج السلوكي كما ذكرت، وعلاجات الاسترخاء.

وهناك طرق أخرى للاسترخاء: الرياضات البدنية مثل رياضة المشي تؤدي إلى الاسترخاء، فلتمشي كل يوم عشرين دقيقة إلى نصف ساعة، والرياضات الأخرى، والهوايات الأخرى مثل الأشياء اليدوية التي تؤدي إلى الاسترخاء وتشغلك عن أفكارك، ولا تشتغلين بهذه الأفكار، وكثرة ذكر الله، وقراءة القرآن، والمحافظة على الصلاة، كل هذه الأشياء تؤدي إلى الاستقرار والطمأنينة.

وفَّقك الله وسدَّدك خُطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً