الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لم يتقدم أحد لخطبتي، وأنا خائفة أن أنهي حياتي وحيدة! ما توجيهكم؟

السؤال

السلام عليكم

أنا فتاة، أبلغ من العمر 25 سنة، أحس بالفشل والإحباط في حياتي من كل الجوانب.

الجانب الأول: حياتي المهنية والدراسية: طاقتي محدودة جدًا، وأحس أنني غبية وغير مثقفة، وليس لي أي دور في المجتمع، لا أعرف أي طريق أختار، وأي مجال أتخذ، أنا تائهة!

الجانب الثاني: لم يتقدم أحد لخطبتي، وأنا خائفة أن أنهي حياتي وحيدة! أقول: قد يكون السبب لأنني لست جميلة، أو لأنني ليس لديّ عمل قارّ، أو ليست لديّ شهادات عليا؛ لأن هذه أصبحت شروط الشباب للزواج، فليس هناك رجل سيقبل امرأة فاشلة مثلي، وليس لها هدف.

بعض المرات أتساءل: لماذا خُلِقت؟ وما هو دوري؟ وما هي الفائدة مني؟

أرجو نصحي؛ لأن حياتي أصبحت جحيمًا.

شكرًا لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ صوفيا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فمرحبًا بك -ابنتنا الكريمة- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والسؤال، ونسأل الله أن يوفقك ويصلح الأحوال، وأن يقدّر لك الخير ويحقق الآمال.

كل فتاة جميلة بأدبها وحيائها، وقبل ذلك بدينها، ثم بما وهبها الله من خصال وعطايا تميزها، فاعرفي نعم الله عليك، وقومي بشكرها لتنالي بشكرك المزيد.

كل فتاة جميلة؛ لأن الله خلق لها من الرجال من يُعجب بها، ولولا اختلاف وجهات النظر لبارت السلع، والعظيم إذا أخذ شيئًا عوض بأشياء، فاشغلي نفسك بما خلقت له، واعلمي أن ما عند الله من توفيق وخير لا يُنال إلا بطاعته.

فلا تتوقفي، وقومي بما عليك من بذل الأسباب، ثم توكلي على الكريم الوهاب، واجعلي همك إرضاء رب الناس، فإنه إذا رضي عن الإنسان أمر جبريل -عليه السلام- أن ينادي في أهل السماء: إن الله يحب فلانًا فأحبوه، فيحبه أهل السماء، ثم يلقى له القبول في الأرض، قال تعالى: {إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودًا}؛ أي: محبة في قلوب الخلق.

وصيتنا لك بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إليه، وانظري في أمور الدنيا إلى من هم أقل منك؛ كي لا تزدري نعم الله عليك، وتذكري أن نعم الله مقسمة، فهو –سبحانه- يعطي هذه زوجًا ويحرمها الصحة، وقد يعطيها الزوج والصحة، ولكن يحرمها المال والولد، وهكذا.

اشكري الله على ما عندك لتنالي بشكرك المزيد؛ فالشكر حافظ للنعم، مانع للعذاب -بإذن الله- جالب للمزيد، وعوّدي نفسك الرضا بقضاء الله وقدره، ولا تقولي لماذا ولماذا، فقد خلقك الله لأمر عظيم.

اعلمي أن الخير في الذي يقدّره القدير، ولو كُشف الحجاب لما اخترت غير الذي قدّره الله، وكان عمر بن عبد العزيز يقول: "كنا نرى سعادتنا في مواقع الأقدار".

نسأل الله أن يسهل أمرك، ونسعد بتواصلك مع موقعك، والجميع -هنا في الموقع- في خدمة أبنائنا وبناتنا، ونسأل الله أن يسوق لك رجلًا صالحًا يسعدك، ويكون عونًا لكِ على الطاعات، وأن يعمّر داركم بالأموال والأولاد، وأن يقبلكم، وأن ينفع بكم البلاد والعباد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً