الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

النسيان وضعف التركيز والملل أثرا على مستواي الدراسي

السؤال

السلام عليكم

أنا كثير السرحان أثناء المذاكرة، لا أستطيع التركيز المتواصل لمدة نصف ساعة على بعضها، وهذا يسبب لي مشكلة كبيرة في الحفظ، والقسم الذي أدرس فيه يعتمد بنسبة تسعين بالمائة على الحفظ، وهذا يسبب لي كثرة النسيان، وعدم القدرة على استرجاع المعلومات.

هذه المشكلة تحدث معي منذ عدة سنوات، أجبر نفسي على التركيز في بعض الأحيان، ولكن أجد نفسي سرحت تلقائيا أيضا، وبسبب هذه المشكلة أصبحت أرسب في بعض المواد، أو أنجح بنصف الدرجة فقط لا غير.

أنا أيضا أعاني من الملل عند المذاكرة، وأشعر بحمل كبير فوق ظهري، وأريد أن أتخلص منه، فأرجو أن أجد حلا لهذه المشكلة عندكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحباً بك في استشارات الشبكة الإسلامية، ونتمنى لك دوام الصحة والعافية.

أخي الكريم: ما ذكرته من أعراض تشابه أعراض اضطراب نقصان الانتباه وفرط النشاط، وهو يصنف ضمن الاضطرابات العصبية التطورية، وقد يستمر مع الشخص حتى الكبر، ولذلك ينبغي التأكد من ذلك بمراجعة أقرب طبيب نفسي؛ لكي تطمئن على صحتك، فهناك بعض الاختبارات النفسية يمكن الاستعانة بها في التشخيص، وهذا إذا كانت هذه المشكلة تلازمك منذ الطفولة، أو في المراحل الدراسية السابقة، وقبل ذلك يمكن سؤال الوالد أو الوالدة: عندما كنت صغيراً هل كنت كثير الحركة؟ وفي المدرسة هل كانت هناك شكاوى من المعلمين بسبب سلوكك؟ والآن هل تعاني من ضعف التركيز؟ وهل لديك مشكلة في انتظار دورك؟ وهل تعاني من إكمال التفاصيل في أي عمل يوكل إليك؟

الإجابة على هذه الأسئلة إذا كانت بـ (نعم)، فربما يكون مؤشراً إلى أنك تحتاج لمزيد من الفحص والتشخيص. والعلاج الدوائي ربما يكون هو الأنسب في إزالة كل الأعراض التي تعاني منها إذا ثبت التشخيص المحتمل.

أما إذا كان ما تعاني منه هو أمر جديد، ولم يكن موجوداً في الماضي، فربما يكون بسبب عوامل نفسية أخرى كاضطراب المزاج، فقد يحدث أيضاً عدم التركيز، فهل مزاجك مستقر وتستمتع بالحياة كما يستمتع بها الآخرون؟ وكذلك ممارسة العادة السرية بصورة دائمة ومكثفة قد تحدث أيضاً ضعف التركيز. أقترح عليك مقابلة أقرب طبيب نفسي؛ للتأكد من ذلك.

أما بالنسبة للمذاكرة، فهي تحتاج منك إلى ترويض النفس عليها، ويمكن أن تصبح عادة، ونرشدك بالآتي:
1- ضع لك أهدافا واضحة، واكتبها بحيث تسهل قراءتها بين الحين والآخر، وتذكرها باستمرار، خاصة الهدف الرئيس الذي تريد تحقيقه.

2- داوم على الصلوات الخمس في مواعيدها، وخاصة صلاة الصبح؛ لكي تنعم بالبركة في وقتك.

3- حدد الأوقات التي يكون فيها مزاجك معتدلا ومستقرا، وذهنك متيقظا للاستيعاب والفهم؛ لكي تكون هي أوقات المذاكرة، فبعض الطلاب يفضل المذاكرة في الصباح الباكر، والبعض الآخر يفضلها في الفترة المسائية.

4- مارس الرياضة بشكل منتظم.

5- خصص لك مكانا معينا للمذاكرة يكون جيد الإضاءة والتهوية، والجلوس على كرسي مريح، ومنضدة مناسبة، وغيّر هذا المكان من وقت لآخر.

6- ابدأ بمذاكرة المواد التي تحبها، ثم الأصعب فالأصعب.

7- حدد أوقاتا للترفيه، والتزم بها، ولتكن متخللة لبرنامجك اليومي ولفترات قصيرة.

8- حدد أوقاتا للراحة والنوم، والتزم بها؛ حتى تنتظم ساعتك البيولوجية.

9- قم بوضع جدولك وفقاً للمعطيات السابقة، وقيّم مدى التزامك به يومياً، مثلاً: إذا التزمت به تماماً أعط نفسك (10/10) وهكذا تقل الدرجة إذا قلّ الالتزام، وفي نهاية الأسبوع قم بوضع هذه الدرجات في صورة رسم بياني يوضح لكل يوم، وتذكر عوامل النجاح والفشل التي أدت إلى التزامك أو عدمه لكل يوم؛ لكي تقوم بتعديل أو إصلاح خطتك.

نسأل الله تعالى لك التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً