الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

قمت بنتف نصف شعر حاجبي الأيمن بسبب حالتي النفسية.. ساعدوني

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله

دائمًا ما أتحدث إلى نفسي ليس بمعنى أن أتجسد أحدا أحاوره، بل أنا فقط أقضي الساعات في الحديث حول أمر ما - أياً كان - ثم أقف لأحلل وأعدل وأطور من نظري للموضوع، وحديثي دائمًا متعدد متناقض لا فائدة منه.

وقد أقضي ساعات أخرى اخترع قصصا أعيش فيها لا أستطيع الخلاص من التفكير بواحدة حتى أفكر بالأخرى، ومع هذا فأنا خجول جدا من الكلام، أو بالأحرى لا أجيد الكلام مع الآخرين، لم أحلم منذ سنوات -عدا حلما أو اثنين كانا عبارة عن سرد مشاهد لا علاقة بينها -.

دائمًا ما أشعر بالخمول إلا حين أكون سعيدًا أو متوترًا أو فجأة حيث أراني أقفز وأرفع صوتي بأي كلام واظل أكرره حتى أتعب، وقد أشعر بأن قلبي سيتوقف أو أضغط على أعصابي حتى الألم، حتى أشعر بالتكلف رغبة في الزيادة في الأمر بعض الأحيان.

أحيانا أقف أمام المرآة أقوم بحركات غريبة حتى يصيبني الخوف من أن أصاب بالجنون فأتوقف، لا تتوقف يدي عن الحركة فإن لم يكن من شيء أمامي أظل أشد في شعري وحواجبي حتى أزلت نصف شعر حاجبي الأيمن، حياتي متوقفة على ذلك، حيث يشغل أغلب وقتي ويشعرني بضيق شديد، لم أرد أن أزيد أكثر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Ahmed حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الحديث مع النفس أو الاسترسال في قصص، وخيال لفترة طويلة من الوقت؛ مما يؤدي إلى ترك الواقع أو الهروب من الواقع، والابتعاد عن الناس والانعزال قد يكون ناتجا عن مشاكل في الشخصية، أو سمات شخصية معينة يجد صعوبة في التواصل مع الآخرين وهذا يؤدي إلى أن ينغلق الشخص على نفسه، ويعيش في عالمه الخاص من وراء قصص وخيالات يصنعها بنفسه ويعيش فيها.

وقلت أحياناً تأتيك لحظات للسعادة والانتشاء ولكن لم تدم طويلاً، وواضح أيضاً أنك تعاني من قلق وتوتر، وهذا يتمثل في نتف الشعر بانتظام، فهذا دليل على التوتر والقلق والإحساس بالراحة عند نزع الشعر.

الأخ الكريم: أرى أنه من الأفضل أن تقابل طبيبا نفسيا لشرح كل ما يعتريك، ولكي يأخذ تاريخا مرضيا مفصلا عن أعراضك الآن وعن حياتك طفولتك علاقاتك بالآخرين، ومن ثم إجراء فحص للحالة العقلية الآن، وبعدها سوف يكون أكثر قدرة للتوصل إلى تشخيص لحالتك وإعطاءك العلاج المناسب، أما بالدواء أو بالأدوية النفسية أو بالجلسات النفسية، وحتى يتيسر لك ذلك فإني أنصحك بعدم الانعزال، والخروج إلى الناس حتى لو بالتدرج ومحاولة العيش بطريقة طبيعية حاول أن تمارس الرياضة، حاول أن تذهب إلى الصلاة في المسجد بانتظام، حاول أن تكون لك هوايات، حاول أن يكون لك أصدقاء ولو قلة وتخرج معهم.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً