الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

التوتر والقلق النفسي... أسبابه وعلاجه

السؤال

السلام عليكم يا دكتور

اسمي أحمد، عمري 19 سنة، منذ أربع أشهر تقريبا بدأت أعاني من حالة غريبة، أول مرة تأتي لي، وهي ضيق في التنفس، وخفقان في القلب، ورعشة في اليد، مع كتمة في صدري.

كشفت عن الصدر عند الطبيب فكان الكشف سليما، وكذلك القلب، والحمد لله، وهذه الأعراض تأتي دائما، يعني ملازمة لي طوال الوقت.

بعض الأشخاص قالوا لي ممكن أن تكون مرضا نفسيا، يعني قلق، مع أني أعيش بشكل عادي، صحيح توجد مشاكل لكن ليس لدرجة أن تكون مرضا نفسيا، والله أعلم، لكن أنا طبيعي، وأضحك، وأعيش بشكل عادي، ولكن كان عندي منذ سنتين تقريبا ضعف في الذاكرة، وشتات ذهني، لازمني حتى جاءت أعراض ضيق النفس، وغيرها من الأعراض التي قلتها.

أخذت علاج البوسبار، ولم يفعل شيئا، وكذلك الدوجماتيل 50، وأنا ما زلت آخذه، ولكن لا يوجد تحسن.

أرجو الرد، وشكرا لجهودكم على هذا العمل.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ moahmed حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الأخ الكريم: هذه الأعراض التي عانيت منها هي أعراض جسدية للتوتر والقلق النفسي، ولذلك الفحوصات كانت سليمة، وهذا يعني أنه ليس هناك مرض عضوي تسبب في هذه الأعراض، ولكن الأعراض قد تكون ناتجة من ضغوطات حياتية، أو مشاكل تعرَّضتَّ لها في حياتك، أو ضغوطات عمل، أو ضغوطات في العلاقات –أو هكذا– ولا يعني أنك عائش تضحك وعائش طبيعي عدم حدوث مثل هذه الأعراض والتوترات، فهي تحدث –كما ذكرت– إمَّا بصعوبات حياتية، أو بعض الناس عندهم القابلية لحدوث هذه الأعراض.

وضعف الذاكرة وشتات الذهن أيضًا قد يكون ناتجًا من التوتر والقلق النفسي، أو ضغوط حياتية تعرَّضتَّ لها في ذلك الوقت.

البسبار هو من الأدوية التي تُفيد في القلق، ولكن بعض المرضى لا يستجيبون له، أما الدوجماتيل فهو في الأصل دواء مضاد للذهان، ولكن بجرعات خفيفة قد يُفيد في القلق المصاحب بأعراض جسمانية خاصة في الجهاز الهضمي، وبما أن أعراض قلقك وتوترك ليس في الجهاز الهضمي؛ فهذا يفسِّر لماذا لم تستفد من دواء الدوجماتيل.

هناك أدوية كثيرة للتوتر والقلق النفسي، ولكن باختصار شديد: هناك علاجات دوائية وهناك علاجات نفسية، والعلاجات النفسية –أخي الكريم– تتمثل في الاسترخاء، حاول الاسترخاء النفسي، إمَّا عن طريق قبض وبسط العضلات، أو عن طريق التنفس المتدرج، بأخذ نفسٍ عميق (شهيق) عن طريق الأنف ثم إخراج الهواء بقوة وببطء عن طريق الفم (الزفير)، ويكرر عدة مرات، أو يمكنك أن تقوم بأشياء بسيطة في حياتك تؤدي إلى الاسترخاء، وأولها رياضة المشي، رياضة المشي يوميًا لمدة نصف ساعة تؤدي إلى الاسترخاء وخفض التوتر.

أما بخصوص الأدوية فهناك دواء يُسمى (دولكستين) ثلاثين مليجراما يوميًا، في شكل كبسولات، مفيد جدًّا لعلاج التوتر والقلق النفسي، وعادةً يبدأ التحسُّن بعد أسبوعين، وننصح بالاستمرار عليه لفترة ستة أشهر، وبعد ذلك يمكن التوقف عن تناوله، والجمع بين العلاجات النفسية السلوكية وتناول الحبوب المهدئة والحبوب المضادة للقلق –مثل الدولكستين– أفضل من تناول الدواء فقط أو وحده.

وفقك الله وسدَّد خُطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً