الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تقدمت لخطبة فتاة ثم ترددت لشعوري بكثرة طلباتها، فكيف أتصرف؟

السؤال

السلام عليكم

تقدمت لخطبة فتاة، وقالت إنها تريد مدة أسبوع لكي تفكر، وبعد هذا وقعت أنا في حيرة كبيرة، وأحس أني متردد، حتى أصابني المرض من كثرة التفكير.

علماً أن وضعي المادي متوسط، وأشعر أن لديها متطلبات كثيرة، قد لا أقدر على توفيرها، فهل يصح أن أصلي الاستخارة في هذا الأمر؟ علماً أني لم أستخر قبل أن أتقدم لخطبتها.

أرجو الإفادة، وبارك الله فيكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ياسر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أشكر لك – أخي الفاضل – جميل ثقتك وحسن ظنك، وتواصلك بالموقع، وحرصك على تحصيل العفّة بالزواج الشرعي، فأسأل الله لك التوفيق إلى الصواب والهدى والخير والرشاد، وأن يرزقك الزوجة الصالحة ويبارك فيك ولك، آمين.

لا شك أن صلاة الاستخارة مشروعة في مثل حالتك، لما ذكرت من شعورك بكثرة متطلباتها مع عجزك عن تحصيله لوضعك المادي المتواضع أو المتوسط كما ذكرت, وإنما شرعت صلاة الاستخارة لمثل ذلك، ففي الحديث: (إذا أهم أحدكم بالأمر فليركع ركعتين من دون فريضة ثم ليقل...) الحديث رواه البخاري, ومعنى (هم) أي تردد، ويكون ذلك في الأمور المحيّرة والملتبسة.

لذا فإني أوصيك وأؤكد عليك بالحرص على دعاء وصلاة الاستخارة, واللجوء إلى الله تعالى بكثرة الصلاة والذكر وقراءة القرآن والدعاء أن يرزقك الزوجة الصالحة، وأن يجعل لك من أمرك رشداً، قال تعالى: (أمن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء)، فأحسن الظن بربك وأبذل له خالص دعائك متحرياً أوقات الإجابة.

من المهم الاطمئنان عن دين وخلق خطيبتك، وتحليها بالصبر والقناعة والرضا بالحياة المعيشية المتواضعة، لأهمية ذلك في تحصيل مقاصد النكاح الشرعية، (ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة)، ومما يعين على ذلك تحلي الزوجة بقول الله تعالى: (فالصالحات قانتات حافظات للغيب بما حفظ الله)، وفي الحديث: (فاظفر بذات الدين تربت يداك) متفق عليه.

لا بد من سؤال أهل الثقة والأمانة والمعرفة والخبرة عن حال خطيبتك من الأهل والأقارب، وضرورة التأني والتثبّت لأهمية الأمر، وآثاره سلباً وإيجاباً على مصالح الاستقرار والسعادة والحياة الزوجية.

أسأل الله أن يفرج همك ويلهمك رشدك ويرزقك الزوجة الصالحة والحياة السعيدة في الدارين، والثبات على الدين والهداية إلى صراطه المستقيم.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً