الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من الخجل منذ الصغر وكذلك من ضعف الثقة بالنفس

السؤال

السلام عليكم

أنا بعمر 30 سنة، معلم، أعاني من الخجل منذ الصغر، وكذلك من ضعف الثقة بالنفس، وكثرة الهواجس، فأنا أمضي نصف يومي تقريباً بكثرة التخيلات وأستمتع بذلك.

لدي مشكلة أني لا أستطيع تكوين علاقات قوية، حيث أنه لا يوجد لدي أصدقاء، وعلاقات قوية، إلا صديق واحد هو الذي نخرج مع بعض ونسافر...إلخ.

علماً بأن علاقتي مع زملاء العمل جيدة، فأنا أتكلم معهم، وأضحك معهم، وأشعر بأنهم يحترمونني، لكن لا ترتقي للزيارات والسهر...إلخ.

أظن سبب ذلك ضعف الثقة لدي، وعدم القدرة على الحديث بطلاقة، فأنا أحب الكلام الذي على طريقة النقاش الذي يكون سؤالاً وجواباً، ووجهات نظر ونقاش ثقافي أو سياسي أو فكري...إلخ.

لا أستطيع أن أقول قصة أو حادثة بشكل جيد، وإن قلت فأقول باختصار شديد، لأني أخشى من التلعثم بالكلام أو عدم قول القصة بشكل جيد، لدرجة أني إذا قلت قصة أحياناً بمنتصف القصة تأتي رهبة من هذا، وينشغل تفكيري بالرهبة والخوف من الخطأ، وهذا يشتت انتباهي لدرجة أني أتوقف مرغماً، أو أضطرب بالكلام ثم أنهي القصة!

علماً أن هذا يحصل نادراً، ولا يحصل لي إلا إذا قلت القصة، وأنا خائف من الخطأ، أما مع الأشخاص العاديين أو مع طلبتي بالمدرسة أو إذا نسيت نفسي بالكلام فالوضع أفضل أو مقنع إلى حدٍ ما كذلك.

هناك ظروف أظن ساهمت بعدم معرفتي بأصدقاء جدد، وهو انتقالنا لمنزل آخر (وعمري17سنة) في مدينة أخرى خلاف منزلنا السابق بالقرية، وأيام الطفولة والمراهقة، وكان حول منزلنا أبناء العمومة والأقارب، والذي أرى أن حالتي كانت أفضل من جهة الأصدقاء والعلاقات.

قرأت في هذا الموقع وغيره عن دواء اسمه سيروكسات، والكثير من الشباب يثنون عليه، لكن المشكلة أن زواجي قريب بإذن الله، وأخشى أن يؤثر على العلاقة الحميمة، لأني قرأت أنه يضعف الرغبة.

علماً أني أعاني من القذف السريع، (متزوج سابق وطلقت)، فهل هو مفيد مثل بقية الأدوية المضادة للاكتئاب؟ فهل تنصحونني بهذا الدواء أو هناك دواء أفضل منه لحالتي؟ لأني أريد أن أتزوج وأنا بحالة أفضل.

وشكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Faisal حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فالمشاكل التي ذكرتها من خجلٍ وضعف في الثقة ومشكلة تكوين علاقات قوية، وهناك أسباب ذكرتها، ومنها انتقالكم من البيئة التي كنت معتادًا عليها وكوّنت فيها صداقات الطفولة، وهذا طبعًا مهم، وفشلك في تكوين علاقات جديدة.

المهم هو أنه عندك صديق، علاقتك في العمل طيبة، وليس من الضروري علاقات العمل تمتدّ إلى علاقات اجتماعية.

الشيء الآخر – أخي الكريم – كل هذه الأشياء التي ذكرتها لا أعتقد أن علاجها في الأدوية بصورة عامّة، والزيروكسات بصورة خاصة.

أنت تحتاج إلى علاج نفسي سلوكي معرفي لمساعدة في التغلب على الخجل والثقة في النفس، وهناك الآن علاجات نفسية مُعيَّنة لتقوية الذات واكتسابك هذه المهارات، ولا تحتاج إلى الزيروكسات، والزيروكسات فعلاً قد يؤدي إلى مشاكل جنسية، ولكنّه قد يكون مفيدًا لسرعة القذف، إذ يُقلِّلُ القذف، ولكن على كل الأحوال – كما ذكرت – أنت لا تحتاج لهذا الدواء، عليك بالعلاج النفسي، وتزوّج، ويوفقك الله في حياتك الزوجية، ويُساعدك في المشاكل التي تعاني منها.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً