الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من الوسواس في عدة أشياء، أرجو المساعدة

السؤال

السلام عليكم

أنا شاب عمري 22 سنة، أعاني من أشياء لا أشخصها تشخيصا نهائيا، كنت أستعمل نظارات منذ كان عمري سنتين، وهذا ما كان يخجلني أمام الناس، فكنت أخجل ولا أنظر في أعين الغير، ولكن عندما بدأت أكبر، حاولت في التغيير، وهذا ما نجحت فيه، إلا أن هناك أشياء أخرى تزعجني، ولا يمكن أن أخبر أحدا بها، فليس لدي ثقة في النفس، رغم أنني دائما أبين للغير أننني في حالة جيدة، وواثق في نفسي.

كما أنني موسوس، ليس بالنظافة، ولكن بأشياء أخرى، فعندما أكون في زحام أضع يدي في جيبي حتى لا يضيع مني هاتفي، وكذلك موسوس في أشياء أخرى مثل: إذا جلست في قهوة، وعندما أريد الانصراف، أجمع كل ما يخصني، وأبقى ألتفت وأذهب وأقول: نسيت شيئا ما، وأشياء أخرى لا أعلم كيف أشخصها، وإن تعرفت على إنسان، يبقى ذلك اليوم في بالي، وأنا شديد التكرار على كلمة قالها، فما تشخيصكم لحالتي؟

أرجو الإفادة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ياسين حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

أرحب بك في الشبكة الإسلامية، ولك استشارتان سابقتان، وحين تفحصتُ رسالتك هذه أعتقد أن مشكلتك بسيطة -إن شاء الله تعالى-.

أنتَ لديك قلق وسواسي من الدرجة البسيطة، وربما شخصيتك تحملُ سمات الخجل -كما ذكرتَ وتفضلت- وقد يكون أيضًا لديك شيء من الانطوائية والتردد، وهذا -أخي الكريم- يُعالج بالتجاهل والإصرار على فعل ما هو مخالف، وأن تُمرِّن نفسك على ألَّا تتردد، وأن تعزم وتتخذ القرار الذي لا تتراجع عنه، خاصة في أمور الحياة اليومية والبسيطة.

وأنا أنصحك أيضًا بتناول دواء بسيط جدًّا مضاد للقلق الوسواسي من هذا النوع، الدواء يُعرف باسم (فلوكستين) ويُسمَّى تجاريًا (بروزاك)، أنت تحتاج أن تتناوله بجرعة كبسولة واحدة يوميًا لمدة أربعة أشهر، ثم تجعلها كبسولة يومًا بعد يومٍ لمدة شهرٍ، ثم تتوقف عن تناوله، الدواء سليم وفاعل ولا يُسبِّبُ الإدمان، ولا يحتاج لوصفة طبية في معظم الدول، وسوف يفيدك كثيرًا؛ لأنه يُحسّن الدافعية، ويُقلِّل من التردد والوسوسة.

وأريدك -يا أخي- أن تجتهد في تطوير تواصلك وشبكتك الاجتماعية، بناء نسيجًا اجتماعيًا صحيحًا يُساعد في علاج مثل هذه الحالات، ويجعل شخصيتك أكثر قوة وثقةً.

وصلاة الجماعة والحرص عليها في المسجد وأن تكون في الصف الأول لها قيمة علاجية مهمَّة بالنسبة لحالتك هذه، فالذي يُصلي في الصف الأول -خاصة خلف الإمام- قطعًا سوف يُعالج الخجل تمامًا، وفي ذات الوقت يشعر بروح الجماعة، ويشعر أنه في أمانٍ وفي اطمئنان، فاحرص على صلاة الجماعة، وكن مع الذين يصفهم الله تعالى بالرُّكع السجود، قطعًا احتسابًا للأجر العظيم، وإنفاذًا لهذا الفرض العظيم، وفي ذات الوقت لتُعالج خجلك ووساوسك.

عليك أيضًا أن تضع برامج يومية وتُحدِّد الأشياء التي تريد أن تقوم بها ونفذها، وفي نهاية اليوم تجرد ما قمتَ به، كمْ مِنه قد نفَّذته؟ وكمْ منه قد أخفقتَ في فعله أو لم تقم به؟ وهكذا سوف تجد أن مستوى أدائك اليومي قد تحسَّن، وكن شخصًا فعّالاً في داخل أسرتك، وحاول أن تبني صداقات؛ لأن هذا يُحسِّن من النسيج الاجتماعي، ويعطيك ثقة أكبر في نفسك.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وأسأل الله لك العافية والتوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً