الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من آلام بسبب انقراص الفقرات في العمود الفقري، فما الحل؟

السؤال

السلام عليكم..

عمري 29 سنة، بدأ لدي ألم منذ سنتين أسفل ظهري في الجهة اليسرى، أذكر أنه حدث بعد عمل مجهود ونمت واستيقظت اليوم التالي وكان قد تلاشى، وحملت شيئاً ثقيلا فعاد الألم في لحظتها، وبدأ الألم من وقتها يذهب ويعود إلى يومنا هذا، مع التعب أو المجهود كنت أستخدم الريلاكسون، فكنت أرتاح للغاية، وكان الألم يغيب شهورا ويعود مكانه ثابتا لا يتغير أسفل الظهر يسارا، ولكن منذ شهر بدأت أحسه ينزل إلى الورك والفخذ، لا أعلم الألم من المفصل العجزي أو غيره، لأني لا أعلم مكان توضعه بالضبط.

بعد سنتين -أي منذ شهر- ذهبت للطبيب، وأجرى لي صورة لكثافة العظم، وكانت سالب 2، أي لدي نقص كالسيوم، وأجرى لي صورة أشعة مقطعية، أظهرت الصورة انقراصا في الفقرة الخامسة والعجزية الأولى، وشدا عضليا أسفل الظهر، والتهاب المفصل العجزي، علما بأن باقي العمود الفقري طبيعي للغاية، وأخبرني الطبيب أن الألم من الانقراص.

سؤالي: هل الانقراص يسبب ألما في جهة واحدة فقط؟ وما سبب الالتهاب في المفصل؟ علما بأنه ليس لدي تيبس وقت الاستيقاظ، ولا أي ألم جهة اليمين، ومرونة جسدي طبيعية للغاية، وليس لدي أي حد في الحركة، ولا يوجد ألم ليلي، على العكس أرتاح للغاية عند النوم، فالألم يزداد مع المشي، وحمل الأثقال، أو جر عربة ثقيلة، ولا أشكو من آلام في أي مفصل آخر.

والدي لديه التهاب فقار لاصق، فهل يمكن أن يكون بداية معي أم لا؟ علما بأن الطبيب قال لي أن أحني جسمي للأسفل لأصل لأصابع القدم، ففعلته بكل مرونة، وقال لي أني لا أشكو من التهاب الفقار، ومنذ سنة كان عندي نقص شديد في فيتامين دال، كان 4 ، وبعد سنة تعدل إلى 22، لكن أتعبتني الآلام.

أرجو مساعدتي، وأشكركم جدا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ بتول حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نشكرك على تواصلك مع الشبكة الإسلامية.

أولا: بالنسبة لنقص كثافة العظام فإن سببها هو نقص الفيتامين (د)، ولذا فإنه يجب الاستمرار بتناول الفيتامين (د) بشكل مستمر دون انقطاع، ويتم أخذ حبة 50000 IU كل أسبوع، ويجب أيضا تناول مشتقات الحليب بمتوسط كوبين من الحليب، أو علبتين من الزبادي، أو شريحتين من الجبنة، وبهذا يمكن أن تعود كثافة العظام إلى الوضع القريب من العظام.

وصورة كثافة العظام في مثل سنك أيضا تعكس مدى تناولك لمشتقات الحليب ونسبة الفيتامين (د) أثناء النمو، لأن أعلى كتلة للعظام تكون في مرحلة سن النمو والبلوغ حتى سن 20 سنة، وبالتالي فإن كان زيادة كتلة العظم خلال هذه الفترة ليس بالطبيعي فإن كثافة العظم تبقى طول العمر ناقصة أقل من المتوسط بالنسبة لمن هم في سنك، إلا أنه على كل فإن الفيتامين (د) عندك ناقص، ويجب الاستمرار بتناوله كما ذكرت لك.

أما بالنسبة لآلام الظهر فأنت طبيعة الألم التي تشكين منها فهي تعتبر آلام ميكانيكية، وهذا عكس الآلام الالتهابية التي عادة ما تكون عند مرضى التهاب العمود الفقري المقسط أو الفقار المقسط فتكون الآلام كما تعرفينها أنها صباحية وأثناء الليل، والإحساس بالتصلب أو التيبس في الصباح، إلا أنه في ثلث المرضى لا يكون ذلك واضحا، ولذا فإننا نسأل المريض إن كان الألم يخف بشكل كبير، وبسرعة، وخلال 48 ساعة من تناول المسكنات مثل:
voltaren
Mobic
Naproxen

فإن ألم التهاب العمود الفقري (وهو يبدأ في المفصل الحرقفي العجزي) يخف بشكل كبير، أما إن كان الألم بسبب الانقراص والشد فإن الاستجابة لهذه الادوية لا تكون قوية، ولا تكون بسرعة.

ومن ناحية أخرى فإننا أيضا نلجأ لإجراء تحاليل مثل ESR , CRP فإن كانت مرتفعة أعلى من الحدود الطبيعية، أو في الحدود الطبيعية العليا فإن كانت مرتفعة أو حتى في الحدود العليا للنسب الطبيعية فهي تشير إلى وجود التهاب في الجسم، وهي تزيد من احتمال أن يكون الألم سببه هو التهاب المفصل الحرقفي العجزي، ونزول الألم إلى خلف الفخذ يمكن أن يحصل من التهاب المفصل الحرقفي، وكذلك من وجود الانقراص.

إن ما يفيد في مثل هذه الحالة هو إجراء صورة بالرنين المغناطيسي بتواتر معين يسمى STIR وليس التصوير الطبقي فالتصوير الطبقي لا يظهر الالتهاب النشط في المفصل، وإنما يظهر التغيرات التي تنجم عن الالتهاب، ولذا فإننا نفضل أن يتم إجراء صورة للمفصلين الحرقفي العجزي في الطرفين بالرنين المغناطيسي، فهذا يعطي تفاصيل أكثر، ويمكن أن يساعدنا على معرفة إن كان الألم من التهاب المفصل أو من الانقراص.

ليس كل أولاد الاشخاص الذين يعانون من الفقار المقسط يكون عندهم المرض، إلا أن حصول الآلام في سن مبكرة في سنك تدعو إلى التفكير في هذا المرض، لذى يفضل إجراء التحاليل:
HLA-B27
ESR
CRP

وإجراء صورة بالرنين المغناطيسي STIR، ومراقبة تحسن الأعراض عند تناول الأدوية المسكنة، فكل هذا يساعد بإذن الله معرفة سبب الألم.

نرجو من الله لك الشفاء والمعافاة.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً