الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من زيادة الوزن بسبب الأدوية المضادة للاكتئاب، فما العمل؟

السؤال

السلام عليكم

أعاني من السمنة بسبب الأدوية المضادة للاكتئاب، فسابقاً كنت أستخدم إيفيكسور 150 + دوجماتيل 50 ومنذ سنة تقريباً استبدلت باستشارة طبيب الايفيكسور بسبرالكس.

أفكر أن أقوم بعملية تكميم المعدة، ولكن الذي أعلمه أن هذه الأدوية تزيد الوزن من ثلاث نواحٍ:

الناحية الأولى: الكسل وقلة الحركة، وهذه يمكن حلها بالرياضة.

الناحية الثانية: فتح الشهية، فهل لو قمت بعملية تكميم سأعود للأكل بسبب انفتاح الشهية، وبالتالي يزيد الوزن مرة أخرى؟

الناحية الثالثة: أنني سمعت أن الأدوية تسبب ضعفاً في الامتصاص وحرق السعرات الحرارية، فهل التكميم سينفع في هذه الحالة؟

أرجو نصحكم لي ولغيري من الذي يستخدمون هذه الأدوية التي تسببت في زيادة أوزانهم بشكل كبير، فالكثير يفكر في التكميم.

كما أني أخشى أن لا يكون هناك فائدة، أو تكون فائدة مؤقتة ثم يعود الوزن بسبب الأدوية.

جزاك الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أرحب بك في الشبكة الإسلامية، وأتفق معك تمامًا أن هذه الأدوية تُسبِّبُ زيادة في الوزن لبعض الناس وليس كلهم، نستطيع أن نقول إن نحو خمسين إلى ستين بالمائة من الذين يتناولون عقار - مثل الـ (إفكيسور) على وجه الخصوص – يزداد لديهم الوزن.

هذه الأدوية بالفعل تُسبِّبُ شراهة نحو الحلويات على وجه الخصوص، والزيادة في الوزن تكون أكثر خلال الثلاثة أشهر – إلى الأربعة أشهر – الأولى من العلاج، فعليه إذا تحوّط الإنسان بالتحكُّم في الطعام الذي يتناوله، وأن يكون حريصًا أن يتناول أطعمة ذات سعرات حرارية قليلة، وأن يُمارس الإنسان الرياضة، وألَّا ينام بعد الأكل مباشرة، هذا مهمٌّ جدًّا، وأن تكون وجبة العشاء خفيفة ومبكِّرة.

بهذه الكيفية يستطيع الإنسان أن يتحكَّم في الوزن لدرجة كبيرة جدًّا.

بالنسبة لعملية تكميم المعدة: حقيقةً أنا لا أؤيدها أبدًا، مشاكلها كثيرة، ومآلتها سلبية في معظم الأحيان، كما أن زيادة الوزن الناتجة من تناول هذه الأدوية، السبب في هذه الحالة معروف، وزيادة الوزن تكون أكثر بالنسبة للذين لديهم قابلية وراثية لزيادة الوزن، نجد السُّمنة منتشرة وسط أقرباء الكثير من الذين يزداد لديهم الوزن بصورة واضحة.

الرياضة يجب أن تكون منهجية في حياة من يتناول هذه الأدوية، فالرياضة لها أثر علاجي إيجابي، بجانب أنها تمنع زيادة الوزن، إلَّا أنها أيضًا تؤدي إلى تقدُّم إيجابي جدًّا في الصحة النفسية، وكما نقول فإن الرياضة تقوّي النفوس قبل أن تقوي الأجسام.

توجد – أخي الكريم – وسائل علاجية أخرى، مثلاً أنا وجدتُّ أن عقار (جلوكوفاج) والذي يُسمَّى (ميتفورمين) والذي يُستعمل لتنظيم السُّكر أو لتخفيض سكر الدم بالنسبة للذين لديهم سُمنة، وهذا الدواء يتميَّز بأنه لا يُخفض السكر إذا كان مستوى السكر طبيعيًا، وفي ذات الوقت يُقلِّلُ الشهية نحو الطعام، أنا أتعاطا معه وأستعمله كثيرًا لمرضاي، وقد أفاد الكثير من الناس، خاصة الذين يتبعون التعليمات الأخرى مثل ممارسة الرياضة وتجنب تناول أطعمة ذات سُعرات حرارية عالية.

كما أن عقار (توباماكس) والذي هو أصلاً مضادًا خفيفًا للصرع يُستعمل أيضًا لعلاج صداع الشقيقة، مفيد جدًّا لتقليل الشهية نحو الطعام.

وتوجد خيارات أخرى دوائية وغير دوائية، فأنا أنصح حقيقة بعدم الإقدام مباشرة على عملية التكميم، ويجب أن يحاول الإنسان هذه الآليات العلاجية قبل أن يلجأ لعملية التكميم.

الأمر الآخر – وهو مهمٌّ جدًّا -: يجب أن يُناقش هذا الأمر مع الطبيب المعالِج، لأنه توجد بدائل دوائية للإفكسور في حالتك، ولا تزيد الوزن، فمثلاً عقار (بروزاك) قد لا يكون بنفس النجاعة والفائدة لكنه دواء رائع، أو عقار (ويلبيوترين) والذي يُعرف باسم (ببربيون)، هذا يُخفف الوزن، والدواء الجديد (فورتكستين Vortioxetine) هذا أيضًا دواء ممتاز لعلاج الاكتئاب، وقطعًا لا يؤدي إلى زيادة في الوزن.

إذاً الخيارات الدوائية كثيرة، ويمكن (مثلاً) أن يكون الـ (بسبار) بديلاً للـ (دوجماتيل) بالرغم من أنه بطيء من حيث الفعالية العلاجية، لكنه في نهاية الأمر يُفيد، ويُدعم مضادات الاكتئاب، ولا يؤدي إلى زيادة في الوزن.

الحمد لله تعالى هنالك حلول كثيرة وكثيرة جدًّا، وسؤالك بالفعل سؤال مهمّ، وبارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا.

وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً